وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ. (مرقس24:4)

يجب أن تنتبهَ إلى ما تفهمه عند قراءة الكتاب المقدَّس، أثناء الكرازة بالكلمة أو عند التَّأمل فيها، لأنَّ الربّ ينقل لك مشيئته خلال هذه الأوقاتِ. وعندما تفعل ما كُلِّفتَ به، فأنت ترضيه وبالتَّالي تُستجاب طلباتك. إنَّ عملَ الله هو كلُّ شيءٍ صالحٍ يُمكن للإنسان أن يفعلَه، وعندما ينفِّذه يكون قد حقّقَ مشيئة الله تمامًا والربُّ، بسبب محبَّته، يوسِّع مدى أفعالهِ.

عندما تفهم المَكتوب، تُفتَح عينيك وتشعر بالبَهجة أو اليقين في قلبك، كما تحصل أيضًا على قوّة لا يمكنك احتقارها أبدًا. لأنك من خلالها، سوف تمارس السُّلطة على الشَّر الذي يزعجك. أولئك الَّذين يُنجزون خطَّة الله، يتعجَّبون من الأشياء التي تحدث لهم، لأنَّهم يكتشِفون أنَّه الشَّريك الحقيقي في احتياجاتهم بمجرَّد أن يصبحوا شركاءً له في عملهِ.

لفتَ يسوعُ انتباه الَّذين استمَعوا إليه في بعض الأحيان، قائلاً إنَّ الَّذين لديهم آذان للسَّمع يجب أن ينتبِهوا إلى ما قاله روح الله لقلوبهم. يحدثُ هذا في كلِّ مرَّة يكرز فيها شخصٌ ما بالكلمة أو يقرأ الكتابَ المقدَّس. يكتبُ الحكيمُ كلَّ ما يفهمَه. كي يتأمَّل فيما تعلَّمَه فيما بعد. لهذا هم دائمًا في حالةٍ معنويّة جيِّدة، حتى لو لم تحدث الأشياء كما يحلو لهم.

أولئك الذين يحتقرون ما يُقال لهم يتجاهلهم أيضًا الذي يكشفُ لهم الحقَّ. الآن، يتم استخدام المقياس الذي نستخدمه لقياس اللُّطف لإعطائنا تعليماتٍ جديدة. إذا كنت تريد أن تحصلَ على الكثير من الله، فكُنْ منفتحًا لمنحهِ الكثيرَ من وقتكَ والتَّأمل والعَمل. عندما نكونُ أدوات لمباركة الآخرين، فإنَّنا ننال البركة أيضًا. بدون شكّ، يُكال لنا بنفس المكيال الذي نكيلُ بهِ.

إذا قبلنا الوحي واستفدنا منه، فسنحصل حالاً على مزيد من المعلومات التي سوف تفيدنا وستمنحنا القوة للخروج من الأزمة. فالذي لا ينال شيئًا من الله لا يعطيه أيَّ اهتمامٍ بالتأكيد. تعلَّم أن تشعر بلمساتِ الرُّوح القدس، ولاحِظ في أيّ وقت من الأوقات أن الربَّ قد فعل من أجلِك أكثرَ من الآخرين.

يستمرُّ الوحيُ في الآية التالية، قائلاً إنَّ الّذين لهم سيحصلون على المزيدِ أيضاً (الآية ٢٥). هذا مبدأ يستخدمه الله ولن يتغيَّرَ أبدًا. أولئك الّذين يريدون الكثيرَ من العليّ يجب أن ينتزعوا كلَّ ما يقدِّمه، وعندما يصلُّون، يحتاجون إلى استخدام كلِّ الإمكانات التي تظهر لهم. ثمَّ عندما لا يتوقَّعون شيئًا، سيَرون أنَّ اليدَ الإلهيَّة أعطتهم الكثير في المقابل. يُمكنك تدوين هذا، لأنّه الحقّ المطلق: خدَّام الله يخدمهم الله جيدًا.

احرص على ألَّا تضيِّع اللُّؤلؤة التي يضعها الربُّ في يديك. إذا لم تلتفِت إلى كلمتهِ وإذا رفضتَها، سيُؤخذ منك ما تظنُّه لك. لا تسمحوا لحياتكم أن تنحدرَ. كُنْ مستعدًّا للعطاء، وبالتَّالي، سيكون لديك المزيد. لا حدودَ للوحي الذي يمنحك الله إيّاه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز