سَرِيعًا يُطْلَقُ الْمُنْحَنِي، وَلاَ يَمُوتُ فِي الْجُبِّ وَلاَ يُعْدَمُ خُبْزُهُ. (اشعياء14:51)

إنَّ الأخبارَ السَّارة التي تأتي بها رسالةُ المَسيح هي أثمن من قلبٍ عالق في الأهواء والآلام بسبب الخطيئة التي يُمكن أن تأتي. أولئك الَّذين سقطوا في غواية العدوِّ يتمُّ إبعادهم عن محضر الله، وفي نفسِ الوقت، يقعون أسرى في أيدي العدوِّ اللّدود للبشرية. بالنِّسبة لهذا الشَّخص، لا شيءَ يجعله سعيدًا، والأسوأ أنّه يعرف أنّه إذا مات في هذا الموقف، فسيذهب إلى الهلاك الأبدي.

أُتيحَتْ الفرصة لآدم ليقول لا للحيّة التي خدعتْ حوّاء، لكنّه تورَّط عمداً في كذبة تلك الحيَّة القديمة. وعندما أدرك أنّه فقد الشَّركة مع الربّ، بدلاً من أن يعترِف بخطئهِ، اختبأ عن الله. كان يجب أن يذهبَ أمامه طالباً الغفران، لكنَّه اختار طريق الألم. أليس هذا ما جعلَ الكثيرَ من النَّاس يُخدعون بأعمالِ الجحيم؟

لم يخطِّط العليُّ لخلاص الإنسانِ هكذا كيفما اتَّفق، لكن مثل أفعاله جميعها، رسم ونفَّذَ جيدًا. هذا أفضلُ عمل كان يُمكن توقعه لإنقاذ الإنسانِ من أيدي العدوّ. لا توجد نقطة واحدة ضعيفة أو معيبة في الفداء الذي قام به ابنُ الله؛ إنَّه كاملٌ من جميع النَّواحي. أولئك الذين يَسمعون الإنجيل ويؤمنون به يخلصون حقًا.

قبل أن يُرسَل يسوعُ ليخلِّصنا، أعطى القديرُ كلمته أن يَسبي سبياً. لقد حدث هذا بالفعل، لأنَّه قامَ من الموت بعد أن دفع ثمنَ الفداء. وبقيامته سبى سبياً. واليوم، أولئك الَّذين يسمعون بما فعله يسوعُ لصالح البشرية ويؤمنون به، يمكن أن يَعتبروا أنفسَهم أحرارًا من تلك اللَّحظة فصاعدًا، لأنَّ هذا هوَ الحقُّ المُطلق.

الأسير المنفي لن يموتَ في الكهف، رغم أنّه أسِرَ إلى الأبد. لا يهمَّ إلى أيّ مدى ذهبتَ في جنون الخطيئة. إذا كنت تؤمن الآن وتدعو باسم الربّ، سيفقد العدوُّ على الفور القدرة على إبقائك بين يديهِ. صدِّق الآن وأعلِنْ نفسَك حرًّا تمامًا. لن يُلغى عملُ المسيح أبدًا؛ عندما تطالب بحقوقك فيه، تصبح جزءًا منه وتتمتّع بهِ.

يجب أن تعلَن حرِّيتك بعد الاعتراف بما فعله الله من أجلك. ولكن ابقَ متيقظًا، لأنّه نظرًا لحقيقة أنّك عِشتَ تحتَ الإدانة لفترة طويلة، سيُحاول الشَّيطان إبقائك في الأسرِ. انتبِه لهذه النُّقطة الهامّة: اقرأ الكتاب المقدَّس كلَّ يوم، ستجد فيه الخبزَ الذي يمنحك القوَّة لتعيش بعيدًا عن الخطيئة وغرورها. عِشْ حرَّيتك!

يَعِدك الله بأن تتحرَّر سريعاً. لذلك بمجرَّد أن تؤمن بالكلمة، ستحصل على الخلاص، وتتغذى من الخبز السَّماوي، وستصبح أقوى لدرجة أنَّك لن تنحني أبدًا أمام أيّة تجربة. هذا هو أفضل وقت لتحتلَّ فيه مكانتك في المسيح وتمتلك ما لك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز