أَلَمْ أَكْتُبْ لَكَ أُمُورًا شَرِيفَةً مِنْ جِهَةِ مُؤَامَرَةٍ وَمَعْرِفَةٍ؟ (أمثال20:22)

يخسرُ النَّاسُ الكثير عندما يحتقرون قراءة الكتاب المقدَّس، فلا يتعلَّمون ما يقوله ولا يتأمّلون في كلماته. نجدُ في كتاب الله أشياء ممتازة تخصُّنا، تلك التي يستخدمها ليعلِّمنا أن نسيرَ بأمانٍ ونتجنَّب فخاخَ الشِّرير. نكتشف فيهِ هويَّتنا وما لدينا وما يُمكننا القيام به لتحقيق الخطّة الإلهيّة لحياتِنا.

نجدُ في وحي الله اليقين في الكلمات التي تمنحنا القوَّة لئلَّا نقع في فخاخ العدوِّ، وبالتالي لا نترك أيَّ شكٍّ لدى الآخرين حول نوايانا وشخصيَّتنا. أولئك الذين لا يتكلَّمون بحسب أقوال الربّ يُمكن أن يتركوا ورائهم انطباعات سيّئة، والتي، فيما بعد، يمكن أن تعود وتؤذيهم. بالإضافة إلى كلام البشر الذي لا يفيد إطلاقاً، يمكن استخدامه كشركٍ ضدَّ نفسِه.

الآخرون يحتاجون إلينا، لكنَّ الطريقة الوحيدة لمساعدتهم حقًا هي التَّحدث وِفقًا لِما يقوله الربُّ. حتى لو كان لديهم عدم ثقة في شخصيّاتنا، فسوف يتراجع هذا بسبب تأثير الحقّ الذي سيَخرج من أفواهِنا. علاوةً على ذلك، يقول الكتاب المقدَّس أنَّ خادم الله يتحدَّث حسَب كلامه. فعندما تتحدَّث عن الحقِّ، أنت تساعد الشَّخص أكثر ممَّا تتخيّل. هللويا

انتبه لِما سأقوله الآن: الشَّخص الذي يعاني من إعاقة ذهنيّة، أو فكرية، أو حركيّة، أو من الكلمة، ولا تساعده أنت، فهو في الواقع يُسرَق ممَّا لم تفعله من أجلهم. والربُّ سيدافع عن قضيَّتهم بالدّينونة وينهب نفوس الّذين نهبوهم (أمثال 22:22، 23). الرَّحمة! إذا تأمل جميع المخلّصين في الكتاب المقدَّس، فإنَّهم سيعيشون بشكل أفضل ولن يتعثَّروا.

للأسف، فإنّ آياتٍ مثل هذه تمرُّ دون أن يلاحظها أحدٌ، كما لو أنَّها لا تحتوي على أيّة رسالة لنا. نظرًا لحقيقة أنّنا لم ننتبه إلى شخصٍ محتاج، نجدُ أنفسنا أمام المحكمة بتهمة خطيرة، مع الربّ بصفته محامي هذا الشَّخص. وبالتالي تُسلب الحياة التي اكتسبناها في المسيح منّا، وما يتبقى هو مجرد ممارسات دينية لا تفيدنا أبداً.

لماذا لا نقضي الوقت على الأشياء الممتازة التي كُتبتْ لنا؛ بالنتيجة، سنتجنَّب سلسلة من المشاكل من خلال هذه الأشياء. من ناحية أخرى، بمعرفة ما يمنحه العليُّ لنا، نصبح أبناء حقيقيين وصالحين، لأن الطريقة التي نعيش بها تظهر ما نحن عليه في حضرة الله. ألم نتكبَّر أو ربما كذبنا عندما نقول إنَّنا نخدم الربَّ؟

دعني أذكرك أننا سنتبرَّر أو نُدان بما نقوله أو لا نقوله (متى37:12). بكلِّ تأكيد، إن خطيئة عدم فحص الأشياء الممتازة التي كتبها لنا العليُّ وعدم عيشها ستؤدي إلى خيبة أملِ الكثير من النَّاس كلَّ يوم، وبالتالي يكونوا مثل المجانين في اليوم الأخير، عندما يدركون أنهم ليسوا من بين الذين تمَّ خلاصُهم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز