-
-
نَفْسُ الشِّرِّيرِ تَشْتَهِي الشَّرَّ. قَرِيبُهُ لاَ يَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ. (أمثال10:21)
الشِّرير هو إنسانٌ يمرُّ في مرحلة كئيبة للغاية، فرُغم استنارتهِ بالحق، لكنّه فضَّل أن يظلَّ على الخطأ، وفي بعض الحالات كان يسخر من التَّحذيرات الإلهيَّة. لذلك أبديّته في خطر حقيقيٍّ. وكلَّما زادَ فعلُ الشّر في حياتهِ، كلّما ذخرَ لنفسهِ غضباً إلهياً أكبر (رومية 2: 5).
الأشرار يشكِّلون تهديدًا للمبتدئين في الإيمان بيسوع وأيضًا للبشرية جمعاء، لأنَّ أرواحهم الملوَّثة لا تريد سوى الشَّر. بالنِّسبة لهؤلاء الأشخاص، فإنّ أيّة علامة على السَّعادة في حياة شخص آخر هي دليل على أنّهم مخطئون، لكنَّهم لا يريدون الاعتراف بذلك. عند النَّظر إلى الجِنس الآخر، في معظم الأوقات، فإنَّهم يرون ذلك الشَّخص ليكونَ بجانبهم، وبالتَّالي، إذا أتيحتْ لهم الفرصة، فسيحاولون إرضاء أنفسِهم حتى بالعنف. أرواحُهم الشِّريرة لا تسمح لهم بالنَّظر إلى قريبهم كما يراه الله.
عندما يرون شخصًا يزدهر في الحياة، يأملُ الأشرارُ أن يتعثَّر في الحياة، ويبتعد عن رحلته النَّاجحة. إذا رأوا زوجين يعيشان بشكلٍ جيِّد، فإنَّهم يريدون أن تكون هذه الحقيقة ملكٌ لهم، وإذا استطاعوا، فسيفعلون أيَّ شيءٍ في وسعِهم لإنهاء تلك العلاقة. الشِّرير لا يعرف كيف يصفّق عندما يفوز الخصمُ في المنافسة. الحقيقة هي أنَّ الَّذين ليسوا في المسيح يُعذبهم العدوُّ إلى الأبد.
إذا تواجدوا أمام شخص تقي يستخدمه الربُّ، فإنَّ الأشرار سيتحدَّثون بتعليقاتٍ شرِّيرة وسلبيَّة عن ذلك الشَّخص، حتى لو لم يروه من قبل، لأنَّهم ببساطة لا يستطيعون أن يحبُّوا أيَّ شخصٍ يذكّرهم بوجود الله. إنّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى شخصًا يغادر ويضلَّ عن طرق الربِّ ويدخل في طريق الهلاك، لأنَّه بمثل هذا الموقف، يتَّجه بسرعة إلى الهلاك الأبديّ.
يسمحُ العليِّ- بحكمةٍ منه- للشِّرير أن يُعاقب ليرى ما ينتظره. ثمَّ أولئك الذين يخشون الله سيبرِّرون الربَّ على أفعالهِ، وفي نفس الوقت، سيصرُّون على منحِ هذا الشخص الذي يسير في الخطأ فرصة أخرى. المخلّصون ليس لديهم متعة في الهزيمة أو في هلاك أحدٍ، لكنَّهم يشعرون بالسَّعادة عندما يخلص الضَّالون وينالون البركة.
الصَّالحون لا يفرحون بهلاك الأشرار، ولكن عندما يخضع هؤلاء النَّاس للتَّأديب، فإنَّهم يأخذون بعين الاعتبار ما يحدث لهم ولأقاربهم ويصلُّون من أجلهم كي يخلصوا من الهلاك ويرجعوا إلى الربِّ بكلِّ أمانة. هناك دائمًا ما يمكننا فعله لأجلِ الذين احتقروا طريق الحياة، لأنَّ صلاة الأبرار، أمام الآب، لها فائدة كبيرة (يعقوب16:5).
لا تشعر أبدًا بالفرح عندما يسقط خصمُك، لأنَّ الربَّ لن يبرّئك إذا سُررتَ بهزيمة شخصٍ ما. فعند استيلاء البابليين على أورشليم، ارتكبَ النَّاس من جبل سعير خطأً فادحًا بالفرح بفشل شعب إسرائيل، وهذا كلَّفهم هلاك أبدي.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز