-
-
حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا، نَزَلْتَ، تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ. (اشعياء3:64)
الخبرُ السَّار هو أنَّ يسوع المَسيح هو نفسهُ أمساً واليوم وإلى الأبد (عبرانيين8:13). يجب أن نتذكَّر هذا دائمًا. على الرُّغم من أنَّ الأشياء تبدو أحيانًا وكأنَّها تحاول إثبات أنّها ليست كذلك تمامًا، إلّا أنَّنا نعلم أنَّ الله القدير يمكنه فعلَ كلّ شيء. لهذا يُمكننا أن نتوقّع من الله أن يفعل نفس الأشياء الرَّائعة التي تمَّتْ في الماضي. وبالتالي سنختبر حالاتِ تحريرٍ مذهلة لم يرها أحدٌ أو يتخيَّلها من قبل. دون أدنى شكّ، نحن لا نعرف قوّة وجمال أبينا.
على الرُّغم من أنَّ الكثيرَ من النَّاس لم يعودوا يتوقعون أيَّ معجزاتٍ من الربِّ، إلَّا أنَّه يستطيع أن يفعلَ كلَّ الأشياء للذين يحبُّونه ويخدمونه (كورنثوس الأولى9:2). لا حدودَ لقوَّته وحبُّه. لذلك لا تسمح أبدًا للعدوِّ أن يضعَ في رأسك أفكارًا تقلِّل من قوَّة واستعداد الله لمساعدة الَّذين يؤمنون به. الربُّ عجيبٌ في كلّ شيء.
لا تضع حدوداً أمام مَن لا حدودَ له لأنَّ ذلك مستحيلٌ. أعلنَ الله في الكتاب المقدَّس: أَفْعَلُ، وَمَنْ يَرُدُّ؟» (إشعياء13:43). استعدّ لرؤية مجدِ أبينا بكامل طاقته، ليسترَ حياتك ويجعلك تختبر أفضلَ ما يخبِّئه للّذين هم جزء من عائلته. قال يسوعُ لنثنائيل أنَّه سيرى أموراً أعظم، لأنّهُ عاينَ الذي يرى كلَّ شيء ويستجيب الصّلوات المرتفعة إليه (يوحنا50:1).
يفاجئنا الله بأعمالٍ لم نتخيَّلها من قبل. في الكتاب المقدَّس، يُمكنك أن تجدَ الكثيرَ من تدخلات الربّ من أجلِ الَّذين يثقون به، ونتيجة لذلك سوف ينمو إيمانك بالتَّأكيد. إذا احتجتَ كي يعمل الله لصالحِك في يومٍ من الأيام، فكن مؤمنًا واصرخ إليه، تابعًا إرشاده. أنا متأكّدٌ من أنك لن تندمَ على ثقتك به. عجيبٌ الربُّ في أعمالهِ، وهو يستجيبُ للذين يصلُّون له.
يتنازل العليُّ لبني البشر، ويرتجفُ القادة في محضرهِ. أمام وجه الربّ الذي هو نارٌ آكلة، توجد قوَّة لا يُمكن مقارنتها بشيءٍ لم يرَه الإنسان قط. لماذا لا ندخل محضرَ الآب أكثر؟ إنه لا يدَّخر قوَّة عندما يتعيّن عليه مساعدة أبنائه، وهو مثاليّ للغاية في أفعاله لدرجة أنه لم يسمحَ حتى بفناء شعر رأس الشبان الثّلاثة العبرانيين عندما تمّ إلقاؤهم في الأتون المَحمي (دانيال27:3).
ارتعبَ بنو إسرائيل عندما كلَّم اللهُ موسى، لأنَّهم رأوا دخانًا يتصاعدُ من الجبل. كان ذلك مجرَّد عيّنةٍ لمجدِ الله، لأنَّهم لم يكونوا قادرين على رؤية ما هو أبعد من ذلك. لقد جعلتنا الولادة الجديدة قادرين على القدوم أمام الربّ والدُّخول في شركةٍ معه. لكنَّ هذه لا تنشأ من إرادتنا؛ بل تُعطى للَّذين عندهم وصايا الله ويحفظونها (يوحنا21:14)، لأنَّهم أصبحوا واحدًا مع الربِّ وهكذا يُظهرُ يسوعُ ذاته لهم.
عندما يخاطب الله الإنسانَ اليوم، تحدث أشياء غير عادية في العالم الرُّوحي. لذا كلُّ ما عليك فعله هو الإيمان برؤية مجد الربِّ ينفّذ ما اقترحه، لأنَّ الأشياء العظيمة آتية في الطريق. وفقك الله في الاستماع وإنجاز المَهام التي أوكلَها إليكَ. سترى أشياء رائعة تنجز عندما لا تتوقع ذلك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز