"أَيْضًا مِنَ الْيَوْمِ أَنَا هُوَ، وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ، وَمَنْ يَرُدُّ؟". (إشعياء ٤٣: ١٣)

إنْ كنت تواجه تجربةً صعبةً وكلُّ ما حولك يجعلك تعتقد أنَّه لا يوجد حلٌّ لمشكلتك، وفي هذه اللحظة أدركت من خلال كلمةِ الله أنَّ الربَّ يريد أن يبارككَ، ابتهجْ واشهدْ بأنَّك سبق ونلتَ ما تحتاجه. على الرغمِ من بعض الأعراضِ المستمرة أو حتى الوعود التي سألتها ولا تبدو البركات أنَّها قادمةٌ في الطريق إليك لا تدع الشرير يخدعك لأنَّ الربَّ قد أمر بالبركةِ!

قبل أن يصبحَ داود ملكاً على إسرائيل بعدَّة سنوات مسحه النبيُّ صموئيل ليكون ملكاً بأمرٍ من الله، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأمر استغرق وقتاً طويلاً للحدوث إلا أنَّ القرار قد تمَّ أخذه وسوف يتحقَّق. لكن كلُّ من رأى شاول أنَّه ما يزال يملك مع ثلاثةِ آلاف محارب باحثاً عن كلِّ شبر في مدينةِ يهوذا لن يقولَ إنَّ داود من الممكن أن يصبحَ ملكاً لذاك الشعب. لكن هل من الممكن أن تسقط كلمة الله؟

يُقال الشيء نفسه عن يسوعَ، فبعد ما قال المجوسُ لهيرودس إنَّهم ذاهبون ليسجدوا لملك اليهود المولود طلب منهم ملكُ أورشليم أن يرجعوا ويخبروه عن مكان الطفل الصغير لكي يذهب هو أيضاً ويسجد له. لقد حاولَ أن يتحايل لكن بعد إدراكهِ أنَّ المجوس خدعوه أمرَ بقتل كلَّ المولودين الذكور في بيتِ لحم تحديداً من عمر سنتين وما دون.

إنَّ الربَّ الذي يُكرم كلمته لم يدع إسرائيل بدون "مختاره" من أن يكون ملكاً كما أنَّه لم يدع البشر بلا مسيّا. إنَّ ما يريدك الله أن تفعله سيتَّضح كثيراً عن قريب طالما أنَّك لا تصغي للشرير. لأنه عندما يتكلَّم القدير لا يقدر أحدٌ أن يعطِّل خططه، فهو يعلم كليّاً ما يفعله لإتمام كلامه. على سبيل المثال، بولس الرسول، بسبب تحوّله أراد اليهود أن يقتلوه لمنع وصول الإنجيل إلى الضَّالين، لكن الرب عمل من خلالِ كلِّ الأمور ونجَّى بولس من كلِّ أنواع الفخاخ التي نُصبَت له. لقد راقب أعداءُ بولس في دمشق الأبواب نهاراً وليلاً ليقتلوه، فأنزله التلاميذ من أعلى السور بسلَّة كبيرةٍ، الأمر الذي يثبت لنا كم أنَّ خطط الإنسان ضعيفة في وجهِ مقاصدِ الله.

في تاريخِ الكنيسة، كان هناك العديدُ من الجهود والمحاولات لمنع الخلاصَ من الوصول إلى أقصى الأرض. على خلاف ذلك لقد ساعد هذا الأمر على انتشارِ ملكوت الله. (لاڤويزير)، كيميائيٌّ فرنسيٌّ بارزٌ قال إنَّ المسيحية لن تبقى لمئاتِ سنينٍ أخرى، لكن عندما أكمل تبؤه المفقود ٥٠ سنةٍ، تحوَّل بيتُه الذي كان يعيش فيه في باريس إلى فرع لمجمع الكتاب المقدَّس.

لقد قاد (ادولف هتلر) أكثر اضطهادٍ مأساوي ضدَّ أحفاد إبراهيم في الجسد، لكن خططه الجنونيَّة لم تنجح. كذلك الأمر، لم ينجح كفاح (لينين) و (ستالين) في سبيلِ تدمير الإيمان بالمسيحِ في روسيا كما تمنَّيا.هذا وقد نال الناس الحريَّة أخيراً على الرغمِ من قتلِ القادة السوڤييت لأكثرِ من ٢٠ مليون روسي. عندما يعملُ الله من يقدر أنْ يخالفهُ؟

محبَّتي لكم، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز