-
-
"فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «مَارَّةَ». فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «مَاذَا نَشْرَبُ؟»" (الخروج ١٥: ٢٣، ٢٤)
بنفسِ الطريقة التي بحثَ بها موسى عن شجرةٍ أظهرها له الربُّ وألقى بها في مياه مارَّة حتى يشربُ الناس من المياه، يجب علينا أيضاً البحث عن شجرةٍ في الجبل المقدَّس - الكتاب المقدَّس - ورميها في النار المقدَّسة، أي البشارة. إذا كانت المياهُ التي تشربها ليست المياه التي أعطاها الله لأولادهِ، فاطلبْ منه أم يوضِّح لك الآية الصحيحة من الكتاب المقدَّس والتي ستجعل النار المقدَّسة تغلي إعلانَ الربِّ.
إنَّ البحث عن الشجرة مهمةٌ أوكلها اللهُ إلينا وعلينا أن نتمِّمها بمساعدته. وفي كلِّ مرةٍ نجد مثل هذه الشجرة - إرشادُ الربِّ من خلال كلمته - يجب أن نلقيَ بها فوراً في المياه المُرَّة التي تبدو تماماً مثل المياهُ العذبة ولكن لا تروي عطشَنا. لا يهم ما هي مشكلتك لأنَّك باستخدام الشجرة يمكنك ببساطةٍ تغيير الوضع المعاكس.
إنَّ المياهَ هي إعلانات الكلمة، التي يجب أن تغليَ في داخلنا مثل شيءٍ لا يمكن إشباعه وكعطشٍ لا يرقى، أو في الواقع عطشٌ لا يمكن إخماده إلا بالمياه الحيَّة، التي هي الربُّ في طبيعته الأبديِّة. لذا يجب أن تكونَ رغبتُنا في أن تتحقَّق وعود الله في حياتنا أولويةً قصوى. عندما نلقي بشجرةٍ في مشاكلنا في محضر الله سيأتي الحلُّ.
هذه المياهُ ستنقِّينا من عيوبِنا وأخطائنا وخطايانا، وسنكون قادرين على تحريرِ أنفسنا من هؤلاء "السادة" الذين يسجنوننا ويمنعوننا من القدومِ أمام الله لننال حياةً كريمةً. من يدَّعي أن يسوعَ قد خلَّصه عليه أن يعرف أنَّ العلامة التي تدل على صحةِ هذا الأمرُ هي عدمُ سيطرة الأفكار الشرّيرة عليه أو الرغبات الخاطئة. بل هم مكرُوهونَ من التصرّفات الخاطئة.
إنَّ إلقاء الشجرة في الماء هو السماحُ لله بأنْ يعمل بداخلنا دون قيودٍ، والقيام بأشياءٍ لا يمكن مقارنتها إلا بتلك الموصوفة في الكتاب المقدَّس. ثمَّ سنرى أنَّه يمكننا القيام بنفسِ الأعمال التي قام بها يسوع أثناءَ خدمته الأرضيَّة، وفي بعض الحالات، أشياءٍ أعظم. إنَّ إيماننا لن يفشل ، لأنَّه من خلالِ وجود الشجرة في أيدينا يكون الحلُّ مضموناً بالفعلِ. ولن يفشلَ الله أبداً في الاستجابة لصلواتنا أو صرفِ أذنيهِ عنَّا.
يريد الربُّ أن يجعل اسمه معروفاً لأعدائه، أي الشياطين. وهذا يعني أنَّه لن يكون لدينا أيُّ قيود أثناء تواجدنا، باستثناء تلك الأشياء المحظورة علينا وفقًا للكتاب المقدَّس. فإنَّ الأرواح الشريرة، إذ ترى القدير يعمل نيابةً عنا، ويستجيب لصلواتنا ويساعدنا في كلِّ شيءٍ، ستهرب منا بقوَّة، لأنَّ الطاعة تجعل النار المقدَّسة تعمل.
يبذل الشيطانُ وأعوانُه كلَّ ما في وسعهم لمنع أولئك الذين خلُصوا من فهم خطَّة الله. بهذه الطريقة، يمكنهم التدخُّل وخداع الناس للقيام بما يريدون، ولم يعودوا يشكلِّون أيَّ تهديد لمملكةِ الظلام. ومع ذلك، إذا امتلأنا بالروح القدس فسوف نتمتَّع بأفضل ما في الحياة وسنقدِّم التسبيح الصحيح لأبينا السماوي.
محبتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز