"يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَان الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ." (المزامير ١٢: ٣)

لا أستطيعُ أن أفهمَ تصرُّف الناس الذين يرفضون الإيمانَ بوجود خالقٍ وعلينا أن نحترمه ونؤدي واجباتنا. بدون أدنى شكٍّ، هناك كائنٌ أسمى من الإنسانِ، أعطى أصلاً لكلِّ الأشياء - الماديِّة والروحيِّة. نحن نعرفه كإلهٍ وربٍّ، لذلك نحترمه ونقدِّسه، وبخلاف ذلك، سنبتعد عن وجوده ونخرج من منطقةِ حمايتهِ.

كان التمرُّد موجوداً منذ بداية الخلقِ. عندما ولدَت حواءُ قايين، ابتهجت وقالت: "لقد نلتُ ابناً من الربِّ"، لكن تبيَّن أنَّ ابنها هو أول قاتل في العالم. فبدلاً من تقديم تقدمة تُرضي الله، اختار بكر البشريّة أن يتمرَّد على إرادة الله. وبالتالي، دخلت الكراهية في قلب قايين، وأتت بالشيطان القاتل مما أدى إلى موت هابيل.

لقد أثبتت روح التمرُّد أنَّها سيّد هذا العالم، وبقدر ما نكرز بالإنجيل، سيكون هناك دائماً أناسٌ يعتقدون أنَّه من الرائع أن تكون مختلفاً. ومع ذلك، فإنِّ الاختلاف فيما يتعلَّق بإنكار الحقيقة وتصبح متمرداً على صوت الربِّ هو التصرُّف بحماقةٍ كما يمكن للمرء أن يفعلَ. يجب أن نتمثَّل بالمسيحِ لا نشعل غضبه. إذا اِقتدينا به سنتمتَّع بأوقاتٍ كريمةٍ ونختبر حبَّه العظيم والرائع.

أولئك الذين يعتقدون أنَّهم يستطيعون فعلَ كلَّ شيءٍ بمفردهم ليس لديهم فكرة عن مقدار الضَّرر الذي يسبّبونه لأنفسهم، لأنَّه سيأتي اليوم الذي سيحتاجُ فيه هذا الشخص إلى اللهِ ولكن شرَّه سيمنعه من تلقِّي المساعدة أو الإنقاذ من الربِّ، وعدم احترام الخالقِ سيجعل هذا الشخص يمرُّ بأسوأ شرٍّ من إبليس. فالشخصُ الذي لا يخضع للربِّ في المحبة لن ينعم أبداً بالسلامِ والمحبة والحماية من السماءِ.

من يعتبر نفسه مؤلفاً لكلماتهِ لا يفهم أنَّها مستوحاةٌ من النورِ أو الظلام، لأنَّه لا يوجد شيءٌ مثل الحِياد في العالم الروحي. ثمَّ إذا كان ما يأتي من شفتيكَ ينبع من الشيطان، فإن نسلك شريرٌ، لذلك قد تتوقَّع أيضاً حصاداً سيئاً، لأنَّ لا أحد يشمخ على اللهِ (غلاطية 6:7). لذلك من يريد أن يحصدَ الخيرات يجب أن يمتنع عن التكلُّم بأشياءٍ فخمة، ويقدِّم لسانه كأداةٍ لقولِ الحقيقة.

إنَّ إنكار سيادةِ الخالق لن يقودك إلى أيِّ مكان، بدلاً من ذلك ، سيؤكِّد إدانتك الأبديَّة. لذلك من الأفضلِ أن تتوب عن كِّل خيار سيئ اتَّخذته وأن ترجعَ إلى الآب. افحص نفسك وانظر إلى أيِّ موقف اتَّخذته فيما يتعلَّق بكلمةِ الله. إذا وجدت تحذيراً، اجعل الأمورَ في نصابها الصحيح واستعد علاقتَك مع اللهِ. ليس لمصلحتك أن تكونَ في يدِ الشيطان ولو لجزءٍ من الثَّانية.

خلق اللهُ الكونَ ويؤيّده بقوّة كلمته. إنَّ يسوع هو الشخص القدّوس وأحد الأقانيم الثلاثة الذي صنع كلَّ الأشياء من العَدم، وبكلمته يتحكَّم في جميعِ النجوم البالغ عددها 100 مليار في مجرَّتنا - درب التبانة. يقول بعض الناس إنَّ هناك 100 مليار كوكب آخر مثلُ كوكبنا. كم من حماقةٍ تأتي من شفاهِ الذين لا يحبُّون الربَّ!

محبَّتي لكم، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز