"لَعَلَّ تَضَرُّعَهُمْ يَقَعُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ، لأَنَّهُ عَظِيمٌ الْغَضَبُ وَالْغَيْظُ اللَّذَانِ تَكَلَّمَ بِهِمَا الرَّبُّ عَلَى هذَا الشَّعْبِ." (إرميا ٣٦: ٧)

أمرٌ هامٌّ أن تتضرَّع أمام الربِّ كي يستجيبَ لك. ومع ذلك، لكي تُفتح الأبواب أمامَ طلباتك، اتركْ الطرق الشرّيرة وابدأ السَّيرِ في الطريق الضِّيق، بعد الدخولِ من الباب الضيق. أولئك الذين يفضلِّون البابَ الواسع حيث لا يوجد جهد لخدمةِ الله، لا يعرفونَ كم هم بعيدونَ عن الحبِّ الإلهي وقريبين من كراهيَّة العدوِّ. فعندما تتبع ما تقوله الكلمة، سوف ترضي الربَّ سريعاً.

هناك تعليمات مسبقة وضعها الربُّ حتى يستجيب لطلباتك، وليس من الصعبِ قبولها، طالما أنَّك تسعى جاهداً لدخول الباب الضيق، وإلا فلن تفهم أبداً ما هو ضروريٌّ لإرضاء الله ومساعدته. لذلك، لا تقع في حبِّ أكاذيب العدوِّ، بل تغلب على التَّجارب باستخدام الكتاب المقدَّس وكذلك اسم يسوع القويّ. هذا وأنَّنا نسعى جاهدين للغلبةِ!

لن يكون اللهُ قادراً على العمل إذا لم تُزل الخطيئة من قلبكَ. فلا يكفي أن تعترفَ بأخطائك إذا واصلتَ تغذيةَ الشهوة بالانتباه للرَّغبات القذرة التي يشعلها العدوُّ في كيانكَ. من ناحيةٍ أخرى، عندما تزيلُ الأشياء الخاطئة، في طرفةِ عين سترى أنَّ صلواتك سيتمُّ استقبالها والاستجابةُ لها. ليس لدى الله مشكلة إطلاقاً في مساعدتك طالما أنَّك في الطريق الصَّحيح.

في أيامِ إرميا، بسبب حقيقة أنَّ طبيعة بني إسرائيل لم تتغيِّر؛ ولأنَّ البشريَّة كانت في عداوةٍ مع الله بسبب خطيئة آدم، لم يستطع الربُّ أن يحبهَّم كما أرادَ. ومع ذلك، اليومُ، بعد ما حدث في الجلجثة حينما سقط الجدار الفاصل على الأرض، وبدمِ يسوع تمَّ تبريرنا. والآن، عندما ينظر الآب إلينا، لا يوجد شيءٌ يمنعه من أن يباركنا لأنَّنا بموتِ يسوع اقتربنا منه.

لقد تغيَّر الوضعُ، أصبح القديرُ ينظر إلينا بمحبةٍ ورحمةٍ، لأنَّه بما أنَّ خطته لفداء الإنسان قد اكتملتْ، فإنَّ نعمته تحلُّ على أولئك الذين يصغون إلى الإنجيلِ أيْ البشارة. لا يهمُّ من كنت حتى الآن؛ لأنَّك إذا صلّيت الآن من كلِّ قلبك وبإيمانٍ مؤمناً بذبيحة المسيح، ستخلُص وتتحوَّل إلى خليقةٍ جديدة.

لذا، تمتَّع بحب الله اللَّامحدود حتى تتخلَّص من الأخطاء والعيوب التي فيك، بالإضافة إلى تلك التي تجعلك شرّيراً. وسلِّم حياتك مرةً واحدة وإلى الأبد في يدِ العلي. حتى لو بدا أنَّه لا يوجد حلٌّ لحياتك، فلا تصدِّق، لأنَّه في المسيحِ يمكنك أن تخلُصَ. لذلك لا تفوِّت هذه الفرصة. تحدَّث إلى الله عن كلِّ ما يزعجك أو يضايقك. فالآب يعرف كلَّ شيءٍ ويريد أن يخلِّصك.

لا يمكن أن يرفضكَ اللهُ، لأنَّ النعمة الإلهيّة عظيمة على حياتك. بكلِّ ثقةٍ، اذهب أمام عرش الله واقبل يسوع رباً ومخلِّصاً لك. بعد ذلك، ستكون كلُّ الأشياء جديدة بالنسبة لك.

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز