-
-
"اَللهُ مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ. مُخْرِجُ الأَسْرَى إِلَى فَلاَحٍ. إِنَّمَا الْمُتَمَرِّدُونَ يَسْكُنُونَ الرَّمْضَاءَ." (المزامير ٦٨: ٦)
بعد فترةٍ وجيزةٍ من خلقِ الإنسان، رأى الربُّ أنَّه ليس من الجيِّد أن يكونَ الرجل وحيداً، وقرَّر أن يجعل له معيناً نظيره وشخصاً يحترمهُ، ويكون نصفه الآخر ويشاركه في مجدهِ. لكنَّ الشيطان في أيامنا هذه نجحَ في تعزيز شعورٍ مخالف للقصد الإلهي. وهكذا يشعر كثيرٌ من الناس أنَّه من الأفضل أن يكونوا لوحدهم، ولهذا لا يريدون الزواجَ مما يجعلهم في حالة تمرُّد تامٍّ على الهدف الإلهي.
بعضُ الناس لا يريدون الزواج فلا يضطّرون إلى مشاركةِ ما لديهم مع الزوج، وسمح البعضُ الآخر لبعض الأرواح القذرة بالدخول إلى قلوبهم. لذلك، حتى أفعالهم تتعارض مع ما خطَّط له الخالق. هناك أسبابٌ كثيرة، ولكن يجب تحذير هؤلاء الأشخاص بأنَّهم لن يفلتوا من العقاب يومَ الحسابِ. فإنَّ عدم إجابة الربِّ وطاعته هو الوقوفُ إلى جانب الشيطان في عصيانهِ على الإرادة الإلهيّة.
هوليوود ووسائل الإعلام بشكلٍّ عام قلَّلت من الزواج إلى الجنس، وهو بالطبع جزء منهُ، لكنَّه ليس الجوهر. بعد ذلك، يسعى الكثيرُ من الناس فقط للعثور على النّصف الآخر من خلال هذا المنظور، وبالتالي في كثير من الأحيان لا يستطيعون إرضاءَ شهوة العيون، ولا يتزوَّجون. والآن، عندما يصبح فتى وفتاة بالغَين، يكونان مستعدَّين للزواج. ومع ذلك، فقد ساد التمرُّد حتى داخل الكنيسة.
تقول الكلمةُ إنَّ الدينونة ستبدأ من بيتِ الله (بطرس الأولى 4:17)، وأولئك الذين لا يريدون الخضوع للكتاب المقدَّس سيواجهونَ العديد من المشاكل لشرح ما لا يمكن تفسيرهُ، أيْ عدم طاعة الربِّ. لماذا هناك شخصٌ ما على استعدادٍ لتحمُّل هذه المخاطرة إذا كان بإمكانه حلُّ هذه المشكلة بشكلٍّ نهائي؟ تذكَّر أنه في يوم الدينونة لن يكون هناك رحمةٌ ولا مغفرة. لذلك إذا كنت تعيش في حالة تمرد، فافعل الأمور في نصابها الصحيح.
سيجعلك الله تعيشُ في أسرة. إذا لم تجد نصفك الآخر حتى الآن، فتحدَّث إليه. وسيجعلك الربُّ تجد الشخص الذي سيكون فرحتك. هذا وإنَّ أحد أغراض الزواج هو إدامة النوع البشري، لكن بعض الناسِ ينكرون القيام بذلك بحجّة عدم القدرة على توفير تعليمٍ جيّد للأطفال. وهذا غير منطقيٍّ! انظر ماذا حدث لعير وأونان، ابنيّ يهوذا، ولا تطلب نفس النتيجة (تكوين 38: 7-10). لا تُخزِ من أعادكَ للحياة لتكون عاملاً بمشيئته.
يجب على العديدِ من المؤمنين أن يبحثوا عن الرُّعاة حتى يتمكَّنوا من كسر القيود التي تبقيهم في تمرُّد ضد الزفاف وفي بعض الحالات، حتى في الخطيئة القذرة، والتي ستقودهم إلى الموت الثاني، الموت الأبدي (رؤيا 21: 8). ليس لديك أيُّ حق على الإطلاق في عدم احترام خطط العليّ. فانظر إلى خياراتك مرة أخرى، وتُب واطلب المغفرة، لأنه أمرٌ مخيف الوقوع في يدي الله الحيّ (عبرانيين 31:10). سيكون قاسياً مع العصاة.
أولئك الذين اختاروا العيش وفقاً لأنفسهم سيدفعون ثمناً باهظاً بسبب هذا، لأنَّهم يعيشون في صحراءٍ، وحتى لو كانوا في الإنجيل، وإذا كانوا يحضرون في كنيسةٍ جيِّدة مشاركين في عضويتها، فإنَّهم يسكنون في الأرض الجافة من بين كلِّ أنواع الحياة الضارة والخبيثة والمثيرة للاشمئزاز. وبالتالي، فهم لا يتلقّون الإيمان الذي يحتاجونه للشفاء والوفاء في الحياة.
في المسيحِ، مع محبَّتي
د. ر. ر. سوارز