-
-
"لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لكِنَّ الأَشْيَاءَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ." (مرقس ٧: ١٥)
من الواضح جداً في هذه الآية أن الربَّ لم يكن يتحدَّث عن الجانب الجسمانيّ، بل عن الجانب الروحيّ. يمكن أن يكونَ أعظم ساحر في العالم مستأجَراً للقيام بعمل السحر، من أجل تدمير المؤمن، حتى لو كان لا يزال جديداً في الإيمان، وكان الشيطان مسروراً بمثل هذا "العمل"؛ ومع ذلك ومع مرور الأيام، لن يكون له أيُّ تأثير على الإطلاق. يعلن الكتاب المقدَّس أنه ضدُّ يعقوب، أي ضدَّ شعب الله، لا توجد أعمال شعوذة (عدد 23:23) لهذا لم يستطع بلعام أن يلعن إسرائيل.
تسود أعمالُ السِّحر فقط على أولئك الذين لم يخلُصوا أو أولئك الذين يخلُصون ولكنَّهم لا يعرفون الكتاب المقدَّس ولا قوة الله. إذا خاف المؤمن لأنه اكتشف أنَّ بعض أعمال السحر قد تمَّ القيام بها ضدَّه، فمن المؤكَّد أن الشرير سيدخل حياته لتنفيذ أعماله التخريبيّة. والآن الخوفُ باب طويل وواسع مفتوح للشيطان.
حتى الشيطان وأعوانه يهاجمون أي من أتباع يسوع، إذا كان هذا الشخص يعرف مكانته في المسيح، فعندما يستخدمون اسم الربِّ، سوف يتسبّبون في سقوط قوى الظلام على الأرض. لقد قرَّر الله بالفعل أنَّه لن يحدث شرٌّ لأولئك الذين ينتمون إلى شعبه ولن يقترب وباءٌ من مسكن أولئك الذين لديهم يسوع كمخلِّصِ حياتهم. وبالمثل، فإنَّ الكلمات السلبيِّة تتغلَّب فقط على أولئك الذين يخافونها ويقبلونها. لكن الأمناء مع العليِّ أحرارٌ حقاً.
بعد أن قبلت يسوع كمخلِّص لحياتك، أصبحتَ ذو سلطة روحية، وهكذا يأمر الله ملائكته لينجّوك (مزمور 11:91). لذلك عِش بإيجابية ولا تخف شيئاً مما يخافه الأشرار. لقد أعتقكَ ناموسُ روح الحياة في يسوع من الخطيئة والموت. لذلك كن قدوة للآخرين، كالذين يعيشون منتصرين في الإيمان بيسوع، دون أن يخافوا الشرير.
لا تعِش حياتك بما تشعر به معتقداً أن الله يتحدَّث إليك طوال الوقت. نعم إنه يتحدَّث إلى أولاده طوال الوقت ولكن من خلال كلمته (عبرانيين 1: 1). فما تعتقده وتشعر به هو أن الله يتحدث إليك يمكن أن يكون هجوماً شريراً أو يمكن أن يكون شيئاً من عقلك. يخاطب الرب قلبك عندما تصغي إلى الكرازة بالكلمة أو عندما تقرأ الكتاب المقدَّس، حتى يتمكَّن من توجيه قراراتك. فلا تكن متصوفاً ولا تكذب حتى يعتقد الآخرون أنك روحانيٌّ.
كل أولئك الذين ولدوا ثانية وتابوا عن خطاياهم واعتمدوا في المياه والروح القدس، لديهم القوة اللازمة ليكونوا شهود للمسيح وممثليه في أيِّ موقف. ومع ذلك، يجب أن تبقى متيقّظاً بفمك وقلبك وعينيك وعقلك، لأنَّك نتاجُ ما تفكِّر فيه وتتحدَّث به. لذلك لكي تغلب، تعرَّف على ما يقوله الله عنك، ثمَّ اعترف بذلك.
يُسجن المؤمن بكلماته عندما لا يكون لها أساسٌّ كتابي. فلا يهم من قال شيئاً، إذا لم يكن ذلك وفقاً للأساس الوحيد الموجود في الكتاب المقدَّس، فهو قمامة نقية ويجب التخلُّص منها. تحدَّث فقط بما يبرّرك ولا يدينك. وهكذا ستصبح حراً وقوياً لتحقيق الإرادة الإلهيَّة.
في المسيحِ، مع محبَّتي
د. ر. ر. سوارز