-
-
"فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيسَ." (الخروج ١: ١١)
يفكِّر حكَّامُ العالم بشكلٍ مختلف عنا، لأنَّهم لا يرون سوى مصلحتهم الخاصة. بالنسبة لهم، نحن لسنا سوى بيادق. وعلى الرغم من أنَّ الأصوات لها نفس الوزن في الانتخابات، إلا أنَّه بعد انتخابهم، نراهم لا يهتمّون بنا كثيراً. فلا يوجد مخرج بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، لأنَّ هدف الشيطان هو جعلهم يملأون قدر الصبر الإلهي. مساكينٌ الناس لأنَّ قادتهم لا يهابون الله الديَّان!
لم يرَ فرعون قصد الربِّ من تكاثر بني إسرائيل في مصرَ، ولهذا كان عليه أن يتَّخذ بعض الإجراءات لوقف تكاثرهم. والآن، عندما يأتي شيء من قلبِ الله لا شيء يمكن أن يوقفه. لقد كان العليُّ يعمل، ولا يهم إذا كان فرعون متحمساً، لأنَّ الخطة الإلهيّة ستسود. عندما أمرَ بقتل الأولاد، لم يعتمد ملك مصر على حقيقة أنَّ الله القدير يعرف ما يجب أن يفعله، وبالتأكيد سيفعل شيئاً.
لم يفكِّر فرعون في العقوبة التي كان الربُّ يوجهّها إليه بالفعل، والتي كانت بمثابة نبوءة: كان هو نفسه يربِّي ويعلِّم ويجهّز منقذ بني إسرائيل. وبقرارٍ إلهيٍّ، وُضع هذا الطفل على طول المياه حيث كانت ابنة فرعون تستحم. ولم تقم فقط بتربيته، ولكن دون أن تعرف تركت والدته تعتني به، وبالتالي تعلِّمه أصله ورسالته.
في جنونه لقمع الإسرائيليين، اختار الحاكم المصري أكثر الرجال شرَّاً من شعبه للعمل مثل جباة الضرائب، وبالتالي علَّموا العبرانيين عدم الرغبة في الحريِّة، ولكن فقط العمل ليلاً ونهاراً في تصنيع الطوب. ملكٌ مسكين. عندما يعمل الله فمن يستطيع أن يمنعه؟ فلما رأى فرعون أنَّ ثرواته تتزايد ابتهجَ. ومع ذلك، عندما اكتشف أنَّ الإسرائيليين يريدون أن يكونوا أحراراً، أمر بزيادة عملهم.
هذه إحدى استراتيجيات العدوِّ حتى لا نطلب الربَّ. في كثير من الأحيان، دون أي تفسير، نشعر بالغضب في المنزل وفي العمل وحتى في المواقف غير المهمّة جداً. وهكذا نبتعد عن الوصايا الإلهيِّة ونفعل ما لا ينبغي علينا فعله أبداً. عندما ترى أن هذا يحدث، ادخل في الصلاة وبعد أن تعترف بخطئك، عُد إلى الحياة الطبيعية والأمان في ملكوت الله.
فمن الجيّد أن تكون دائماً متيقظاً، حتى بين الإخوة والأشخاص الذين تريد مساعدتهم، قد ينشأ سوء فهم عنك. ومع ذلك، لا تنزعج من هذا لأنَّ هذه المواقف تحدث كجزءٍ من تدريبك، تماماً كما حدث ليوسف وموسى لاحقاً. طالما أنَّ الربَّ يوجِّه خطواتك، فلا تحاول فهم ما يحدث أثناء الرحلة. فانتصارك لا مفرّ منه!
كان الثمن الذي دفعه فرعون هو بسبب تمرّده على المخطط الإلهي. فلما رأى أنَّ بني إسرائيل ينجحون حتى وهمْ في السبي، علم أنَّ يد الله كانت على هؤلاء الناس. ولهذا السبب، أفضل ما يمكن أن يحصل عليه كان الركوع أمام إله إسرائيل. ومع ذلك، لسبب ما لم يأتِ من الله، استمرَّ في عبادة الآلهة الزائفة.
في المسيحِ، مع محبَّتي
د. ر. ر. سوارز