"فَالْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، وَاسْمَعِ الصُّرَاخَ وَالصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ." (أخبار الأيام الثاني ٦: ١٩)

تتغيّرُ كلُّ الأشياء في حياة الشخص القادر على فهمِ إرادة الله، ثمَّ يكرس نفسه للقيام بها. يعلن الكتاب المقدَّس ما "يطلبه" العليُّ منَّا وما "سيفعله" لنا. فقط قمْ بفحص هذين الأمرين حتى تحصل على الفهم الذي سيغيِّر حياتك تماماً. لأنَّ الصلاة فقط من أجل هذين الأمرين لن يقودك إلى أيِّ مكان، بل إذا صرخت إلى الربِّ بإرشادٍ منه. وبعد أن تسأل الله، اجعله يستمع إليك ويرى قرارك ثمَّ جهِّز نفسك لخدمته.

ثمَّ لا فائدة من الصلاة ليلاً ونهاراً بأيِّ طريقة ليباركك الربُّ. في اللحظة التي تدرك فيها كيف يجب أن يكون موقفك ضدَّ الشر الذي يضطهدك وأنت على استعداد للقضاء عليه باسم يسوع، افعل ذلك بشكلٍ صحيح. في المثال الكتابي الذي يستخدمه الربُّ للتحدّث معك، ستفهم ما عليك القيام به. لا يمكن أن تخطئ إذا تصرَّفت بالإيمان ووفقاً للاتجاه الذي اقترحه العليُّ.

لقد فهمَ سليمان ذلك وصلَّى إلى الله بشدةٍ عند تكريس الهيكل. بينما لا تستسلم للخطة الإلهيّة ثم تصرخ من أعماق قلبك وتتخذ القرار الصحيح، فلن يتمَّ الردُّ عليك. يمكن للربِّ أن يعطي فقط الذين يسألون، الذين يسألون حسناً. إذاً، افهم هذا: إذا كانت أسبابك لا تتوافق مع أسباب الله، فكيف سيكون قادراً على العمل؟ لا تنسَ أنَّك عبد وهو الربُّ.

ثمَّ بعد الصراخ بدأ ابن داود في التحدُّث بإلهام، طالباً أن يُسمع صوته. والآن، أولئك الذين يستنيرون بالكلمة ويصلّون من أجل ما أعلِن لهم، يتكلَّمون بكلمات يفرحُ العليُّ بالاستماع إليها. وبعد الصلاة، يأتي وقت الاستماع والتحدُّث إلى الآب. إنَّه وقت حوار نسترشد فيه خطوة بخطوة. هذا وقد منحتك المسحة الإلهيَّة القدرة على التحدُّث بالصواب وبالتالي سيُستجاب لك.

عندما يصغي إلينا الله، يعطينا شرطاً للحفاظ على فرائضه، كل التعاليم التي تزيننا وتجهّزنا لتحقيق كلِّ إرادته. وباتِّباع هذه التعاليم، سيكون لصوتك القوة اللازمة لسماعه في السماء. لذلك كن يقظاً للكلمة وغيِّر سلوكك. ثمَّ، عندما لا تتوقع، سوف يستخدمك الربُّ.

عندما تكتشف إرادة العلي، تبدأ مرحلة طلب مساعدته لإنجاز ما أمِرت به. فانتبه إلى الشهادة التي ستُعطى لك عندما تسمع أو تقرأ الكتاب المقدَّس، لأنَّك بالمشاركة الحقيقية والمستمرة للروح القدس، ستؤدّي العمل كما كان سيفعله يسوع لو كان مكانك. لا تجعل من إنسان صنماً لك حتى لو تمَّ استخدام هذا الشخص بشكلٍ هائل. وبعد كل شيء، فإنَّ العمل الذي يمنحك إياه الله فريد في كلِّ شيء.

احرص على ألا تقوم بعملك إلا بما أعلنه لك القديرُ في الكتاب المقدس. ولا تنحصر في الحرف الميت، لكن اقبل شهادة الروح واتبعه. أولئك الذين يكسبون 10 بمفردهم سيحصلون على 300 أو 600 أو ألفٍ إذا خضعوا لوصايا الكتاب المقدَّس. فلماذا تقبل بأقلٍ منه، أليس هذا صحيحاً؟

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز