-
-
اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ (أمثال 15 :1).
لا تُجاوب أحداً يهاجمك بسُرعةٍ إطلاقاً. مَهمَا كانت الحَالةُ إسأل الرَّبَّ أن يُعطيك الاِرشادَ، فاِعتماداُ على مَا تقولهُ، سَيصرفُ الغَضبُ عنك أو عنْ الشَخصَ الآخر. والكلمةُ اللّينةُ المُعطاة بالمِسحةِ قَادرةٌ على أن تُعيد الصَّداقة، وتَجلبُ المَحبةَ وتُحرّرُ الإْنسان مِن قُوّاتِ الظُلمةِ. أمَّا الكلماتِ القاسيةِ تُعجِلُ بالغَضبِ، والذي يُسيء دَائماً إلى الذي يفعله وإلى الشَّخص الموجّه إليه.
عِندمَا نَكونُ حُكماءَ، نَجعلُ قَلبَ الآبِ يَبتهجُ فرحاً. لذلك، في اللّحظةِ التي نَشعُر فِيها بِمرارةِ القَلبِ، لا يَجبُ أن نَناقشَ أحداً، لأنَّ الكَلامَ القَاسي يَجرحُ، ويُحزنُ ويُفرقُ أصدقاءً كثيرينَ. والعِباراتُ الفظَّة تُسبِّبُ المَشاكل دَائماً، لِذلكَ، تُعَلّمُنا الحِكمةُ أن نَتكلّم فقط عندما "نَتحكّمُ في عَواطفنا"، ونَفْحَص بِعنايةٍ مَا يخرجُ من أفواهِنَا، لكي لا نُسبِّبُ الغَضبَ للآخَرين.
اطلبْ من الرَّبِّ في كُلِّ الأحوالِ أن يَضعَ الكلمةَ المُناسبةَ على شَفتيكَ - التي يُعلنها هُو بِنفسهِ - لأنّكَ إذا تَكلمتَ بِلطفٍ، سَتصرفُ الغَضب بعيداً، ومن المُمكنِ أن تَجدَ نِعمةً في عَيني أصدِقائكَ. لكنْ، إذا عَبْرتَ بغضبٍ، سَوف تتسبَّب في دُخول الغَضبِ بِينكَ وبِينهم. لِذلكَ، لا تَشتم أحَدَ مُوظفِيكَ إطلاقاً، أو أيّ فردٍ آخر، وعِندمَا يَحصلُ الخَطأ. تَذكر أن الجَميعَ لدِيهم إحساس، ويشعرُونَ بالإهانةِ.
الكلمةُ المَمْسوحةُ التي يَضعُها الرَّبُ على فَمِكَ، هي الأفضلُ في جَميعِ الحَالاتِ، لأنَّ لدِيها القُدرة على إعَادةِ الصَّداقةِ التي قدْ تَزعْزعت. بالإضافة إلى ذَلك، فهي تَغْمر بالمحبةِ أيَّ قَلبٍ مَملوءُ بَالكراهيةِ. أمَّا الأسلوبُ العَنيف، الصَّادرُ من شخصٍ سَاخِط، يُظهرُ الغَضبُ، وبَالنتيجةِ، يَجرحُ المَشاعِر، ويَفصلُ الأصدِقاء ويُنشِئ صَدماتٍ نَفسية تَدومُ مَدى الحَياةِ. وفي هَذه الحَالةِ، فالمَثل القَائِل: "مُباركٌ الكَلامُ الذي لمْ يُقال" حَقيقي أكثر عنِدمَا، نَعتقدُ أن لدِينَا الحقَّ فِي "إهانةِ الآخَرينَ"، وكمَا يُقالُ بَاللغةِ العَامية، نُلجِمُ ألسِنتنَا.
نَتيجةُ الغَضبِ، يُمكنُ أن تَكونَ شيء رديء. لأنّهُ شرّ ويُصيبُ دَائماً مَن فَعلهُ ومن وُجِّهَ لهُ. فحِينمَا نَنتمي إلى الرَّبِّ، يَجبُ أن نَكونَ مِثلهُ. يَقول الكِتابُ المُقدسُ أنَّ الله مَحبةٌ (1 يوحنا 4: 8)، لِذلك، لا يَستطيعُ أحدٌ أن يَصْمدَ أمام هَذا المشَاعِر الطَاهرة.
وكُلُّ من يَهابُ الرَّبَّ يَنبغي أن يَمتلئ بِالمحبةِ دَائماً، فلا أحد يَستطيعُ أن يُقاومَها. أمَّا الغَضبَ، سَيجدُ دَائماً من يُوجههُ، إذن، اتبعْ الإرشَاد الحَكيم في سِفرِ الأمثالِ وتَكلَّم بِلطفٍ.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز