-
-
أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ». (متى24:12)
جرفَ الحَسَدُ الكثيرَين في أماكِن عدَّة. إنَّ ما فعلهُ يسوعُ لصالحِ الَّمقيَّدين كان قويًّا وحقيقيًّا، لدرجة أنَّ لا أحد يستطيع أن يُنكر قوَّة الله التي تعمل من خلالِه. أخذوا إلى السَّيد رجلاً مسكونًا بشيطانٍ أعمى وأخرسًا في أحد الأيام، فشفى الرَّجلَ بطريقة أعادَ له بصرَه تمامًا. تساءل الجمعُ الذي شهد هذه المعجزة قائلين: هل هذا ابنُ داود! لكنَّ الفرِّيسيين فكَّروا بشكلٍ مختلفٍ.
هذه المجموعة من الإسرائيليين- وبدافع الحسَد- جاهدوا للسَّير بشكل صحيحٍ، لكنَّهم فعلوا أشياء خاطئة كثيرة لأنَّهم لم يتجدَّدوا- قالوا إنَّ يسوع أخرج الشَّيطان مستخدماً رئيس الشَّياطين، الذين أطلقوا عليها اسم بعلزبول، على الرُّغم من أنَّ المعجزة لا يُمكن إنكارها. فلو كانوا قد استسلموا أمام الحقّ، لكان بإمكانهم أن يخلصوا وبالتالي سيكون لديهم أيضًا شرط تنفيذ نفس الأعمال التي قام بها المَسيح. هذا يحدث مع كثير من النَّاس اليومَ.
كانوا على وشك ارتكاب الخطيئة التي لا تُغتفر: التَّجديف على الرُّوح القدس. اليوم، أولئك الذين ينتقدون عملَ الربّ يجب أن يكونوا يقظين فيما يتعلق بكلامِهم، لأنَّه إذا لم يكونوا متأكدين ممَّا يحدث، فمن الحكمة ألَّا يتورَّطوا في شيءٍ لا يعرفونه. يجب فحصُ كلِّ شيء بعمق. تجاهل الأمرَ إن لم يأتِ من الربّ. ورغم ذلك، فإنَّ القول بأنَّ التَّحرير هو نتيجة لعمل شيطاني ليس موقفًا جيدًا، خاصَّة إذا لم تكن لديك المعرفة بالحقائق.
أخطأ الفرِّيسيون، لأنَّهم عرفوا أنَّ ذلك من صُنع الله عندما تواجدوا في محضرِ يسوع. الآن يشهد الرُّوح القدس دائمًا للأمناء كي يحكموا على العَمل إن كان من الربِّ أم الجسَد أم الشَّيطان. في هذه الحالة، فقدوا فرصة الإيمان وبالتالي لن يتحوّل فعلهم إلى برٍّ. آمنَ إبراهيم بالله، فحُسِب له برًّا (غلاطية 3: 6).
عندما تشاهد شخصًا يتمَّ تحريره من الشَّياطين، ستلاحظ وجود قوَّتين تتصارعان من أجل تلك الحياة. واحدة تريد أن تقتلَ (مملكة الظلمة)، الَّتي تقاوم حتى النّهاية، والأخرى (قوَّة الله)، التي تكافح لإنقاذِ الذين يعذِّبهم الشَّيطان. إنّ الشَّر في الكثيرين يمنعهم من تبعيَّة النُّور، لأنّهم قرّروا مسبقاً أن يعيشوا كما يُرضي الشَّيطان.
إنَّ الله عادلٌ ويقدِّر ما يحدث في قلبِ الإنسان عندما يأتي هذا الشَّخص أمامَه. بعضُ النَّاس لا يستسلِمون للربِّ في البداية، لكنَّهم يتوصَّلون لاحقًا إلى استنتاجٍ مفاده أنه يجب عليهم فعل ذلك للتخلُّص من سلسلة المشاكل التي وضعها الشَّيطانُ أمامهم. الآن، الشِّريرُ مخادعٌ وضارٌّ ومنحرفٌ لدرجة أنه لا يحب حتى الخاضعين له.
اِفحصْ مواقفك! إذا كنت قد فعلتَ شيئًا خاطئًا أيضًا، فتُب حالاً، لأنَّه عندما ينتهي صبرُ الله من نحوِك، سيُكمل العدوُّ هلاكه في حياتك. لا تعطي ثغرة للذي يريد القتلَ والسَّرقة والتَّدمير. من ناحيةٍ أخرى، يسوعُ وديع ومتواضع القلب وبسبب هذا، فهو ينتظر قرارك بصبرٍ واهتمامٍ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز