-
-
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. (متى30:12)
لا يوجد حيادٌ في العالم الرُّوحي، لأنَّ أفعالنا تدلُّ على أنَّنا مع الله أو مع الشَّيطان. فالذين ينضمُّون إلى العدوِّ ينضمُّون إلى الجانبِ المهزوم، الذي هو في الانحدار، بسرعة عالية، متجهًا نحو البُحيرة المتقدة بالنَّار والكبريت إلى الأبد. الشَّخص الذي اتَّخذ القرار الخاطئ، على الرُّغم من أنه يفكر بطريقة مختلفة، لن يتمكّن من إعطاء العذر بأنَّ شخصًا آخر قد قاده إلى ذلك، لأنَّ الربَّ يبكّته بالحقّ.
إذا قلتَ إنك تنتمي إلى يسوع، لكنك تفعل أشياءً تمنعها الكلمة، وعندما تُسأل عن ذلك، فإنك تكذب لتُنقذ نفسَك، فأنت بالتأكيد لا تحبّ الله. كلُّ الأكاذيب التي قيلتْ هي ضدَّ الله أوَّلاً ثمَّ ضدَّ الشَّخص الذي أخطأتَ إليه. لذلك إنَّ الذين ليسوا مع القدير هم ضدَّه حتماً، ولهذا فإنَّهم في وضع خطيرٍ، لأنَّ الشَّيطان يصبح سيِّدًا لمن يستجيب لإغراءاتهِ.
هل فكرتَ فيما يُمكن أن يحدث لك لأنك ضدَّ الله؟ عند لقائه سيكون لديك الكثيرَ من الخسائر بالتّأكيد. الشَّخص الذي يفعل هذا لا يفكِّر بوضوحٍ ويجرفهُ روحُ الخطأ. إذا كانت هذه هي حالتك، فاستعجل لتصحيح الأمور مع العليِّ ومع الشَّخص الذي أسأتَ إليه، لأنه إذا ذكركَ هذا الشَّخص أمامَ الربّ وطلب منه أن يحكم عليك، فويلٌ لك! لا تفقد حرِّيتك في المَسيح من أجل لا شيء.
أولئك الذين اختاروا أن يكونَ الربُّ خارج حياتَهم هم مثلَ الذين يَسمحون للطفل باللَّعب مع الحيَّة السَّامة. عندما تلسعُ الأفعى هذا الطفل البريء، تأكَّد أنَّ هذا الشَّخص سيكون المسؤول الوحيد. لماذا نكون ضدَّ يسوع؟ ربما يقول الشَّخص أنَّ الأمرَ ليس كذلك تمامًا. إلَّا أنَّ المَسيح نفسه كشفَ أنَّ الذي ليس معه هو ضدَّه، ولهذا السَّبب فقد عزلَ الشخصُ نفسه عن جماعة المباركين.
لأنَّهم ليسوا مع الربّ حقيقةً، فهم بعيدين عن متناول حمايته. الآن، لماذا يبحثون عن اللِّص- الشَّيطان (هذا ما أسماه يسوع) - لكي يخدعهم بالقليل ممَّا لديهِ؟ استمِع جيدًا، حتى لو وعدك العدوُّ بكلِّ ذهب هذا العالم، ماذا ستفعل عندما يكشفُ لك عن حقيقتهِ: لصٌّ؟ أفضلُ شيء يمكنك أن تفعله هو أن تكون مع الله، لأنّه لن يضعَ أحدٌ يدَه في يدك إذا كنت لا تطيع الربَّ.
لا تنخدع بما يقوله أو يَعدُ به العدوُّ لأنه كاذبٌ وقاتلٌ. اهربْ من الذي يعرف كيف يقتل ويسرق ويُهلك فقط؛ وفي نفس الوقت، اذهب إلى ملكوت محبَّة الله، حيث الأساسُ هو الحقّ، والولاء الإلهي ثابتٌ ولا توجد معاناة. البقاء خارج الملكوت هو خطأ من جميع النَّواحي. لا تترك مكانك فارغًا.
سمِعَ الفرِّيسيون من السَّيد أنَّ خطأهم كان أكبر ممَّا ظنُّوا. بالنِّسبة لهم، أظهر ادعاءهم أنَّهم خدّام الله، لكنَّهم في الواقع عملوا كفعلةٍ للشِّرير وهكذا لم ينفعهم شيء؛ بالنِّهاية، تفرَّقوا بمجرَّد انضمامهم إلى الشَّيطان. أمَّا الذين مع الربّ فهم إلى جانب الحقّ. حتى لو بذلَ الشَّيطانُ جهداً كبيراً لإبعاد هذا الشَّخص عن محضر الربّ، فلن ينجحَ إذا كان الشخص ثابتًا على الصَّخرة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز