-
-
الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. (مزمور3:14)
الشَّخصُ الذي يبتعد عن الإيمان بالمَسيح لا يعرف الضَّرر الذي يُلحِقه بنفسهِ وعائلتهِ وأصدقائه والبشريَّة. أولئك الَّذين فهِموا من خلال الكلمة أنَّهم بحاجة إلى قبول يسوع كمخلِّصٍ والحصول على بركات الربّ، "فازوا بالجائزة الكبرى"، لأنَّهم لن يُمنعوا أبدًا من دخول ملكوت السَّموات من الآن فصاعدًا. ولكن إذا ضلُّوا الطريق الوحيد الذي يقودهم إلى الله، فيكونوا قد فعلوا الشَّيء الأكثر جنونًا والأكثر ضررًا من أجل سعادتِهم الأبدية.
ضلَّ الإنسانُ عن الله عندما أخطأ آدمُ في جنة عدنٍ. ولكن هذا ليس عذراً، لأنَّ يسوعَ دفع ثمنَ فدائنا عندما ماتَ في الجُلجلة. ولأنّ الإنسانَ سمِع البشارة وقبلَها، فقد نال الخلاصَ وأصبحَ عضوًا في جسد المَسيح. ولكن إذا استسلمَ لإغراءات الشِّرير، فسيبتعد هذا الشَّخص عن الحقِّ، وبالتَّالي سيعود إلى حالة الضَّلال الأصليّة.
والأسوأ من ذلك أنَّ الَّذين يتصرَّفون بهذه الطريقة يعودون إلى القذارة مرَّة أخرى ولم يعودوا يعيشون في محضر الربّ، حتى لو بَقوا في الكنيسة، فهم يعتقدون مثل شمشون أنَّ المَسحة ما زالت في حياتهم. ولكن عندما يحاولون التخلُّص من "الفلسطينيين" الذين يثورون ضدَّهم، سيكتشفُ بطلُ الله أنَّه مجرَّدَ رجلٍ، لذلك تمَّ أسرُه في سجن العدوِّ، وقلِعت عيونه واستعبَده العدوُّ. هذا الشَّخص بالتأكيد يمرُّ بالعديد من الهزائم، أليسَ هذا صَحيحًا؟
عندما يتَّسخ الإنسانُ بسببِ قيامه بمثل هذه الأشياء، فإنه يرتدي عباءة القذارة، وهذا أمرٌ خطيرٌ للغاية، لأنَّه عندما يسمع البوق الأخير، ستفصلُ مليارات ومليارات من ملائكة الربِّ البشرية إلى مجموعتين. سيتمُّ ذلك بسرعةٍ وبدقَّة كبيرة. أولئك الذين لا يرتدون الثِّياب البيضاء لن يكونوا بين المخلّصين، وسوف يسمعون من السَّيد الأمرَ بالسَّير نحو الهلاك الأبدي.
إذا لم يطلبْ التوبة ولم يتبع قواعد الإصلاح هذه، فلن يُغفر للشَّخص المُنحرف. بغضِّ النَّظر عن مقدار صُراخهِ في اليوم العظيم وبكائه ليعودَ إلى حالتهِ السَّابقة، فإنَّ القذارة التي لم يزيلَها من حياتهِ ستكون شاهدًا عليهِ، وعندما يرون مجموعة الأشخاص الذين خلَصوا على الجانب الأيمن من الربّ، سيُعلنون التَّوبة، لكنَّ الأوانَ سيكونُ قد فاتَ.
عندما يصبح الشَّخصُ قذرًا، يفقد القدرة على فِعل الخَير. بغضِّ النَّظر عن مدى صعوبة محاولتهِ الاقتراب من الله، فلن يكون ذلك ممكنًا. وبما أنَّ الشَّيطان يعلم بذلك، فإنَّه سيُحاول أن يبتلي الإنسان بآلام قاسية، وفي كثيرٍ من الأحيان يهاجم أفرادَ عائلته. وما الذي سيتمكن الشَّخص من فعلهِ حينئذٍ؟ لا يوجد مغفرة للخطيئة بعدم وجود التَّوبة. اِحذر!
اغتنِم هذه اللَّحظة لتصحيح الأمور مع الله. هذه الرِّسالة لم تأتِ إليكَ بالصُّدفة، فهذا من عملِ الله القدير. لذلك، لا تقفْ مكتوفَ الأيدي، بل تعالَ بكلِّ روحِك أمامَ العليّ، واعترفْ بأخطائك، وطهِّر نفسَك من القذارة، واحصلْ على المسحَة لئلَّا تخطئ وتضيعَ بعد الآن. آمِن واخلُص!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز