-
-
لَيْسَ مَنْ يَقْضِي حَاجَتَكِ لِلْعَصْرِ. لَيْسَ لَكِ عَقَاقِيرُ رِفَادَةٍ.
(إرميا ٣٠: ١٣)
لقد تجاوزَ يهوذا حدودَ الصبر الإلهي بأفعالهِ الأثيمة. فالأرضُ التي كان يجب أن تكونَ مثالاً للطاعة أصبحت جرماً بالنسبة لقداسةِ الله، لذلك، كان لا بدَّ أن تذهب إلى العبوديَّة. سيحدث أمر مماثل للمخلَّصين الذين يسمحون لنفسهمِ بالفساد ولا يصغون إلى الروح القدس للعودةِ إلى الشركة معه. يحتقر هؤلاءُ الناس العمل العظيم الذي تمَّ في الجلجثة ولا يستمعونَ إلى كلمة الله.
كان دمارُهم أخلاقياً وكان جرح عصيانهم مؤلماً. وبالتالي، لم يرجع شعب الله إلى رحمة الربِّ. ثمَّ إنَّ الازدهار أمرٌ خطير بالنسبة للمؤمن، لأنَّه من فرط الخيرات يسمح لنفسه الانسياق وراء شهواتٍ متنوّعة، محصِّلاً معاناة ما بعدها معاناة. ماذا يمكن لله فعله مع شعبٍ لم يصلح طريقه لكنَّه سار بعيداً عنه؟ هل حدث معك الأمر ذاته؟
لم يتوفَّر هناك شخص للدفاع عن قضيَّتهم، على العكس، فقد جعلهم الكثيرون يسقطون أكثر في الخطية. ولم تجعل أيَّة من سلطة الملك والكهنة وغيرها طرقَهم مستقيمة. وبالتالي، لم يعرف أغلبهم عن الربِّ وكلمته. فالشعب الذي نجَّاه الله بيدٍ شديدة من العبودية يرفض الآن عبادة من خلَّصه. ولم يتمُّ الاستماع لإرميا ولا لخدَّام الله الآخرين، بل تمَّ اضطهادهم.
لقد كانوا بحاجةٍ للشفاء والتحرير من الجنونِ الذي كانوا فيه، لكن مع الأسف، لم يستخدموا علاجَ التوبة الإلهية. ولم تخدمهم بشيء طرقهم التصحيحيَّة. إلى أحضان من كان يجب أن يلجؤوا، هل إلى مصر؟ هذه الأمة التي كانت رمزاً للخطيَّة، لم تملك شروطاً لردِّ طلبات الربِّ، الذي أسلم شعبه لنبوخذ نصّر ملك بابل، فكان يجب عليهم أن يتعلَّموا ألَّا يخطئوا إليه مرةً أخرى.
لم يستطِع مساعدتهم كلُّ من طلبوا مساعدته. لقد وُجِدت في تلك الأرض ممارساتٌ طائفية شريرة فكانت تستدعي الشياطين، الأمر الذي جعل الربُّ يتخلَّى عنهم. لقد أحبَّ هؤلاء الناس الخطية والوثن ومصادرَ شريرة أخرى، فتركهم أحباؤهم. وهذا ما يحدث للأشخاص الذين يزدرون بينبوع المياه الحيَّة وينقرون لأنفسهم آباراً مشقَّقة لا تضبط ماءً (إرميا ١٣:٢).
عندما يستقبل العدوُّ الإذن من الربِّ، يفتح جراحاً لا يستطيع أحدٌ أن يشفيها. كان العقاب الذي عانوه لعيناً جداً، لأنَّه بالرغم من معرفتهم أنَّ التحذير الإلهي كان حقيقياً إلا أنَّهم لم يرجعوا إلى الله. وهكذا، ذهبوا إلى بابل لمعاناة على مدار ٧٠ سنةٍ من الذّل والضّيق والألم. إذا كنت بعيداً عن محضر الله، عُد على الفور، لأنَّه إذا أسلمك إلى يد العدوِّ فلن يقدر أحدٌ أن ينجِّيك.
لا تنقَد وراء أكاذيب إبليس. فكونك مزدهراً لا يعني أنَّك في حالة روحيِّة جيدة، ولا تثبتُ المعجزات أنَّ الله موافق على سلوكك السيّئ. إذا شئت أن تكون سعيداً في الأبديَّة، اقترب من الآب. فخارجُ التوبة لا مفرٌّ من الدينونة الأبديَّة والبلايا التي ستعاني منها.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز