-
-
فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. (الخروج 34: 6).
إنّهُ أمرٌ جيدٌ ومن الحِكمةِ أن نَضعَ دَائماً في اِعتبارنَا الصِّفاتُ الإلهيةُ. فعندمَا نَعرفُ جُوهرَ الرَّبِّ، نَفهمُ كَيف يُمكنُ لهذهِ الصِّفاتُ أن تَعمل من أجلنا. الله وحْدهُ يَعلمُ جَيداً كم نَحنُ ضُعفاء، ولِذلك فَهو دَائماً على استعدادٍ ليُساعدنَا ويُباركنا. ويُمكننا التَّمتعَ بِيدهِ القَويّةِ والكريمةِ في الوقتِ الرّاهِنِ من خِلالِ الطَريقةِ التي يَكشفُ لنا بِها عن نَفسهِ. لذلك، يَجبُ عَلينا ألاّ نَدعَ العَدوَّ يَخْدعنا، فالله القَديرُ سُبحانهُ الذي لا يَفتقرُ لشيءٍ – لن يَفتقرَ للعَطايا، ولا للمَواهبِ، ولا لشيءٍ على الإطلاقِ - يَقفُ دَائماً بِجانبنا. لذلك، كُلُّ ما عَليك فِعلهُ هو أن تَصْرُخ لجوهَرِ كُلِّ الأشياءِ .
جَميعُ الذينَ خَلُصوا يَجبُ أن يَضعوا في اعتِبارهم صِفاتُ الرَّبِّ. وعندمَا يفتقدهم الرَّبُ - أو حتى عِندما يَمرّون بِضِيقاتٍ - هُم يَعلمون جَيداً أنهم عِندمَا يَصرخونَ إليهِ، سَيُجيبهم. لأنَّ صِفاتَهُ دَائماً حَاضرة. والآن، إذا كُنت لا تَعرفُ ما يُمكن أن يَفعلهُ الله لكَ أو إذا كُنتَ لا تَطلبُ مَا هو من حَقكَ، سَتصبحُ عُرضةً لأكاذِيبِ إبْليس التي يَتحايلُ بها عَليك.
يُخبرنَا الرَّب الواحدُ القَادرُ على كُلِّ شيءٍ، عنْ نَفسهِ ليْسَ تَفاخراً، ولكن لكي لا يَفُوتنا الحُصولُ على مَا هو لنا مِنهُ. إنَّها مَحبتهُ تِجاهنا، لأنَّها جُوهرهُ وصِفاتهُ ويَجبُ أن تُعرَفَ. ويُخبرنا الكِتابُ المُقدسُ عنْ صِفاتهِ المُميزةُ والرئِيسيةُ فيَقول: فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ (1كورنثوس 12:13)، سَنعرفُ كُلَّ شيءٍ عنْ إلهنا الجَميلُ والرّائعُ الذي دَعانا لنَكونَ شُركاء مَجدهِ.
ليْس من المُفترضِ أن نُخبرَه عن أنفسِنا. لأنّهُ يَعرفُ من نَحنْ ويَعلم أيضا مَا سَنفعلهُ. صَحيحٌ أنَّهُ ليْسَ هُناكَ مَا نُقدِّمهُ لهُ بِسببِ خَطايانَا، ولكنْ، طَالما نَحنُ في يَديهِ - ويَحدثُ هَذا على الفورِ لحظةَ قُبولنا لهُ ولخَلاصهِ – نَتغيّرُ لدَرجةٍ كَبيرةٍ، فنبدأ بالتَسْبيحِ، ونُمجّدهُ بِأغانينا ونُلبي كُلَّ رَغباتهِ. إنَّ لدَى الله خِططٌ كبيرةٌ لنا، وهو على اِستِعدادٍ لأن يَمنحنَا نِعْمةٌ حَقيقيةٌ من يَديهِ (إرميا 11:29).
كُلّ أولئك الذينَ يُؤمنون أنَّ الآبَ القُدوس لا يأخذُ مَوقفاً تِجاهَ الشَّيْطان ويَمْنعهُ أن يَخدعهُم. وأولئك الذينَ نَالوا الخَلاصَ ولمْ يَعد من المُمكنِ خِداعهُم من قِبل الشَّرَّير. وبما أنّ إلهنا كَائنٌ كَاملٌ، فهو لا يَفتقرُ إلى المَواهِبِ أو الصِّفاتِ، والأفضلُ: أنَّهُ دَائماً بِجانِبنا. لِذلكِ، كُلَّما كُنتَ بحَاجةٍ لهُ كُلُّ مَا عَليك القِيامَ بهِ هو الصُّراخُ لهُ وطلبُ المُساعدةِ مِنهُ، وبِفضلِ صِفاتهِ دَائماً سَننتصِرُ.
بَعد كُلِّ هَذا، أتوقعُ أن جَميعُنا يَسعى إلى هذا الطَريق.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز