-
-
قَالَ الْعَدُوُّ: أَتْبَعُ، أُدْرِكُ، أُقَسِّمُ غَنِيمَةً. تَمْتَلِئُ مِنْهُمْ نَفْسِي. أُجَرِّدُ سَيْفِي. تُفْنِيهِمْ يَدِي.
(خروج9:15)
إنَّ الذين يقعون في التَّجارب يضطربون لأنهم لا يعرفون أنَّ الله يعمل فيهم ومن أجلهم، وهم لا يستيقظون أبدًا على الفرصة التي يمنحَها لهم. بالنتيجة، كلُّ تجربة هي فرصة ذهبية لإظهار ما إذا كنا قد تعلَّمنا دروسنا أم لا. لقد خسِر فرعون جيشه وحياته بسبب عبادته للآلهة الباطلة ولم يدرك الرَّوابط التي كانت تربطه بالعدوِّ.
لم يفهم الحاكمُ المِصري بسبب العَمى الرُّوحي الفرق بين الربّ والشَّياطين الذين خدعوه، حتى بعد أن فرضت اليدُ الإلهية عشر ضرباتٍ على بلاده وسبَّبت الخزيَ والعارَ لأصنامهِ. هناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أيضًا لحظاتهم لمقابلة الحقّ، وبالتَّالي وقعوا في أكاذيب الشَّيطان. للأسف، يجب أن ندرك أنَّ هناك مؤمنين مازالوا يقعون في الخطية وبالتالي يسمحون للمُجَرِّب بأن يجرفهم بعيداً.
لماذا لا تؤمن بالربّ مادام هو الحق فقط؟ الشَّيطان يخدع كلَّ الوقت وهو شرٌّ بكلِّ معنى الكلمة. لن يكون هناك عذرٌ لمن سمِع الكلمة يوم الدَّينونة، فالذي يعرفُ يسوع يدركُ أنه الطريق الوحيد. ولكن بسبب وجود أشياء خاطئة في حياتهم، لم يرغبوا بأن يفتحوا قلوبهم وفضَّلوا السَّير بشكلٍ أعمى إلى الهلاك الأبدي. اختيارٌ حزين، بائس وغيرُ سعيد!
اعتقدَ فِرعون أنه سيُهلك بني إسرائيل بمجرَّد اللِّحاق بهم. ولكنه لم يدرك أنَّ فِعله هذا، كان أكثر الأشياء حماقة في حياتهِ. فبما أنَّ الربَّ كاملٌ وقديرٌ، فهو بالتأكيد لن يسمحَ لهُ بإمساكهم وتدميرهم. الآن آلهة مِصر كائنات مصنوعة بخيالهم أو بواسطة الشّياطين أنفسهِم، أمَّا الربُّ فهو خالق كلِّ الأشياء وهو كلّي القدرة.
نظر فرعون إلى النَّهب الذي يمكن أن يحقِّقه عندما كانت مِصر بينَ يديه. ولكن ما هي قيمة ما يمتلكه عبيده السَّابقون؟ كان ينبغي أن يكون سعيدًا للسَّماح لأمثاله، من النَّاحية الإنسانية، بالسَّير نحو الحرية. الآن أولئك الذين ليس لديهم روحُ الله يرون في خدَّام الرب شيئًا يمكن أن يجلبَ لهم النّفع أو السُّرور. في الحقيقة، كان ينبغي لفرعون أن يرى أنَّ الله معهم.
اعتقد فرعون أنه يستطيع أن يستلَّ سيفه ويقطعَ نسل إبراهيم، ولكن ما فائدة تلك القطعة الصَّغيرة من الفولاذ أمام سيف الربّ الحقيقي؟ لم يحسِب حقيقة أنَّ الله كان مع العبرانيين وأنه سيحارب من أجلهم في ذلك اليوم أو في أيّ موقفٍ آخر. كثيرٌ من الناس يتصرَّفون مثل ملك مِصر وبالتالي سيعانون من نهايةٍ حزينة. فقط أولئك الذين يخدمون العليَّ يعرفون ما هو النَّصر!
كيف يُمكن أن تلمِس يدُ فرعون إسرائيليٍّ واحد؟ لا يُمكن أن تسود العيافة على شعبِ الله (عدد 23:23) ولا قرارٌ من الجحيم ولا أي عرافة من العدوِّ أيضًا. وعدَ اللهُ الآب أن يحمينا من كلِّ شرٍّ. لذلك، على الرُّغم من عدم وجود أيِّ منفذٍ لك، التفِت إلى العليِّ. فالذين يؤمنون بما يقوله لن يَخجلوا أبدًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز