-
-
فَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهذَا قَدْ أُرْسِلْتُ»
(لوقا43:4)
لا يوجد شخصٌ واحدٌ يستطيعُ القولَ إنه مستبعَدٌ من خطَّة الخلاص. بالنِّهاية إنَّ الثَّمن الذي دفعَه ابنُ الله كان باهظًا للغاية وقد شملَ الجميع. الآن لدينا شيءٌ واحد فقط لنفعله: خدمتك. لهذا لا تتوقف عن الجهاد لفعل ما هو مقدرٌ لك أن تفعلَه، لذا لا تطيع الوصايا بقلبٍ حزين. اعلم أنَّ الربَّ قد أحبَّك بطريقة خاصَّة لدرجة أنه دعاك إلى عملهِ.
يجب أن نضعَ جميعَ النَّاس في الاعتبار، بغضِّ النَّظر عمَّن هم وماذا يفعلون، وأن نبذلَ قصارى جهدنا لجعلِهم يفهمون أنه لابدَّ من التّخلي عن مملكة المعاناة والخطيئة والموت للدُّخول إلى ملكوت الله القدير. حيث تعمل رحمته ونعمته بلا انقطاع في شفاء المرضى والعفو عن المذنبين. لقد رسمَ المسيحُ المثال من خلال بذل كلِّ جهده دائمًا لتحقيق كلِّ ما كان من المفترض أن يفعله. يجب أن نتصرَّفَ وفقًا لذلك.
أولئك الذين تمَّتْ دعوتهم للذَّهاب إلى ميدان الرِّسالة سيحصلون، في ذلك اليوم العظيم، على مكافأتهم- التي ستدوم إلى الأبد- إنَّها أسمى دعوة يمكن للإنسان أن يشارك فيها: أن يقودَ الناسَ إلى المسيح. لذلك لا تحمل أيَّ مشاعر أخرى سوى تلك التي كانت حاضرة في حياة يسوع. هذا هو أحدُ الأسباب الرَّئيسية لتنفيذ الغرض الإلهي.
إنَّ دعوة الإرسالية ضروريَّة وهامَّة للغاية، حيث قال يسوع أنَّ خلاص النفس هو أكثر قيمة من كلِّ ثروات العالم (لوقا 12: 20-21). الآن، أولئك الذين يشاركون بإيصال الفداء للضَّال سوف يستفيدون بشكلٍ كبير: مكافأة من يسوع في اليوم الأخير. ولكن إذا ضاعت هذه الفرصة، فإنَّنا سنعاني خسارة كبيرة على مرِّ القرون. لهذا السَّبب يجب أن نظلَّ مُخلصين حتى النهاية (رؤيا10:2).
لا تُعنى بشرى ملكوت الله فقط بما ينتظرنا بعد الموت، ولكن بما هو لدينا الآن أيضاً. إذا آمنَّا بالمسيح سنخرج من تحت نير الشَّيطان، ونتمتَّع بشركة كاملة مع الآب، تمامًا كما تمتَّع يسوعُ، وسنُستخدم بنفس الطريقة التي تصرَّفَ بها السَّيد. لماذا لا نعيش أعلى مستوى من الإيمان، ما دام مخلِّصنا قد وعدَنا بذلك؟
ومع ذلك، لا يمكن لأيِّ مسيحيٍّ أن يعصى وصيَّة يسوع "اذهب" لأنه أمرَ خاصَّته بالذهاب إلى العالم كلّه والتبشير بالإنجيل لكلِّ الخليقة. (مرقس ١٥:١٦) والذي لا يفتح فمه للتحدُّث عن المسيح سيجد صعوبة في سماعه عندما يخبره عن احتياجاته الخاصَّة. ضَع في اعتبارك أنه من المفيد جدًا أن يستخدمك الربّ لفعلِ مشيئتهِ.
أولئك الذين لا يستجيبون لأوامر السَّيد سيكونون مسؤولين عن فقدان تلك الرُّوح الواحدة التي، بدون شكّ، عند دعوتها، أعطِيتْ القوَّة لقلب جميع أعمال الشَّيطان في حياة الأشخاص الذين جلبَهم الله له، وكذلك طردهم. هم ونحن مجهَّزون لنمثل مخلّصنا وربّنا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز