-
-
فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!
(مرقس34:12)
حكمة الربِّ تأمرُ كلَّ الأشياء في ملكوت الله، وكلُّ شيء يعمل بأفضل طريقة مُمكنة. دائمًا ما يشعر المتديِّنون بالإحباط لأنّهم مهما حاولوا باجتهادٍ، فإنَّ العدوَّ لن يسمحَ لهم بنوال الحرِّية التي يتمتّع بها أبناء الله. من ناحية أخرى، فإن أولئك الذين يتعلمون أنه يجب عليهم قبول يسوع كمخلِّص يكتشفون أيضًا أنهم بهذه الخطوة يدخلون إلى ملكوت القديرِ.
نتلقَّى الحكمة الإلهيَّة عندَ الإصغاء إلى الكلمة، وبهذا يُمكننا أن نعتقد أنَّنا على بعد خطوة واحدة من دخول ملكوت الربّ. من المُحتمل أن يكون العديد من قرَّائي في هذه الفئة، ولكن الآن، مع العلم أنَّهم يمكن أن يصبحوا مواطنين في الملكوت، حيث تتم إرادة الله الكاملة دون أيِّ تدخُّل من الشّيطان، عندئذٍ سيبدؤون في التَّمتع الكامل بإرادة الله، كما يحدث في السَّماء فقط.
هناك بعض الشّروط التي يجب أن نلبّيها لكي نُمنح حقّ الدُّخول ولكن الأهمَّ هو الإيمانُ بالكلمة. أولئك الذين يثِقون في الغِنى والثَّروة، من النَّاحية الماديَّة أو في مواهبهم الطبيعية التي قد يمتلكونها، لن يتمكَّنوا من الدُّخول. ولكنَّ الذي يتواضع أمام الآب، ويعيش كما عاش الربُّ نفسه، لن يتزعزع، مهما حاولَ الشيطان تشويشهِ.
لا توجد طريقة أخرى لتكون جزءًا من الملكوت، إلّا بطاعة الوصايا الكتابيَّة. التَّوبة بعيداً عن أسلوب الحياة الآثم والإيمان بالبشارة ومعرفة ما يعنيه أن تكون تحتَ قيادة العليّ يجعلك إنسانًا بعيدًا عن أنشطة العدوِّ؛ بهذه الطريقة سوف تكتشف كم هو جيِّد ومكافئ أن تكون جزءًا من العائلة الإلهيَّة، وأن تكون وريثًا لله في المسيح (رومية17:8).
قالَ السيِّد مشيراً إلى الكاتب أنه أجابَ بشكلٍ جيّد، أخبر يسوعُ هذا الرَّجل أنه ليس بعيدًا عن ملكوت الله؛ بهذه الطريقة أسكتَ الربُّ أولئك الذين أرادوا أن يُمسكوا عليه خطأً ما. تبدأ العلامة التي تدلّ على قربك من ملكوت الله عندما تبدأ في فهم الكلمة وتتميَّز عن البقيَّة. لا يُدرك الكثيرون الفرقَ بين الخادم الحقيقي للربّ والمتديّن.
من المُثير للاهتمام أن نلاحظ القرارات التي يتَّخذها النَّاسُ من كلِّ القلب لدى معرفتهم بالحقّ، لأنهم كانوا يسترشدون فقط بالفرص التي تظهر حتى ذلك الحين. لكنّهم الآن ينقادون بالله القدير فقط، الذي يرشدنا في النَّصر دائماً. (٢ كورنثوس ٢: ١٤) أولئك الذين هم جزء من ملكوت الله يأخذون الربَّ معهم إلى جميع أنشطتهم، ولهذا يستجاب لهم دائمًا عندما يصلُّون.
الاختلاف المسجَّل في هذه الحالة في مَرقُس هو أنَّ يسوعَ قد رأى الكاتبَ يجيبُ بإتقان، إذ كانَ ممتلئًا بحكمة الله العليّ. بنفس الطريقة، اسمح لنفسك أن تتعلم من المعلِّم الرَّائع؛ بهذه الطريقة لن تكون مهزوماً، ولكن، ستكون جامعًا للانتصارات.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز