-
-
أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ (مزمور 55: 22).
نُخْطئ بإلقاءِ هُمومِنَا على الأُسرةِ، أو على الأصدِقاء أو على أيّ شَخصٍ كَان. وأولئكَ الذينَ يَفعلُونَ هَذا، يُظهرون أنَهم يَشعرونَ بِعدمِ الأمَانِ، ويُخالفونَ وصَايا الإنْجيلِ المُقدّس. فلا يريد الرَّب أن تحمل أيّ هَمٍّ. بلّ على العكس، فَهو مُستعدٌّ أن يَحملهُ عَنكَ ويُريحَكَ (متى 11: 28). وكُلّ شَخصٍ يَضعْ هُمومَهُ ومَخاوفه على مَذبحِ الرَّبِّ، يَكتشفُ فِعلاً أنهُ مَحميّ ولا يَسمحُ للعَدوِّ بالاقتِرابِ مِنّا.
لا ذَنبَ للأشخاص فيما يَحدثُ لكَ، أو بَمعنَي أخر ليْس مِن الجَيّدِ أن تَتخاصمَ مَعهُم بِسببِ مَشاكلكَ. فَعندمَا يَكونُ مُزاحُكَ سَخيفٌ، هَذا لا يُعبّر فقط على أنَّك غيرُ مُهذّبٍ، ولكِنْ يُظهرُ للجَميعِ مَا يَخرجُ من عَقلِكَ. وأخيراً، مَا هو الدَّافعُ الذي يَجعلُك تعُامل أحداً بطريقةٍ سيئةٍ أو لا تَهتمُ بهِ بِسببٍ ما يَحدثُ لكَ من مَشاكِل؟
فَالشَّخص الذي يَمزحُ مَع النَاس بِطريقةٍ رديئةٍ، يُبرهنُ أنهُ لا يِثقُ بالرَّبِّ الإله، لأنّهُ بَدلاً من أن يُلقي على الرَّب هَمَّهِ كما تُعلّمُنا الكلمةُ، لكِنهُ يَحتفظُ بِها في دَاخِلهِ، لذلك تَسوءُ طِباعهُ، ويبدأ في لوْم الآخَرينَ على الحَالةِ النَفسيةِ التي وصَل إليهَا.
ولكِنَّ، الأشَخاصَ الذينَ يُمارسونَ كَلمةَ الرَّبِّ فَمزاحهُم لطِيفٌ دائماً، مُطيعينْ، وليْسَ هُناك يُومٌ أزرقٌ بالنسبةِ لهُم. فلقدْ ألقوا هُمُّومهُم على الآبِ القُدوس، وإبْليس لا يَستطيعُ أن يُضايقهم، لأنّ أعَباءَ المَسيحي لا تُرافِقهُ بَعْد، فبِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ، وبَالتخلّص من الأحَمالِ والهُمُّوم، يَحْيى رُّوحُنا مَرةً أخرى في مُخلِّصْنا (أمثال 26: 20). حَتى خُدام الرَّبِّ المُكرّسِين، إن لمْ يُلقوا عَلى الرَّبِّ العَليّ، مَا يُزعِجهُم أو ما يُضايقهُم، سَيتصرّفونَ كَالذين ليْس لهُم إيمانٌ بَالمَسيح. ولكنْ أولئكَ الذينَ يَتّْكلونَ على كلمةِ الرَّبِّ، يَثبتونَ بِيدهِ الإلهيةِ ولا يُزعزعُهم شيءٌ (مزمور 125: 1).
كُلَّ من يَعيشُ مُمتلئاً بالهُمومِ لا يَخْدم الرَّب. ومن لا يَحترمُ الأوامرَ الإلهيّةَ لا بُدَّ أن يَدفعُ الثَّمنَ باهظاً، بِسببِ عِنادهِ وعدم إيمَانهِ. فَالذينَ لا يَثقون بالرَّبِّ، هُم يَثقونَ في العَدوّ ويَعْبدونهُ. فإن كُنتَ في هَذه الحَالةِ، ادخُل فوراً وصلِّ، وألقِ على الرَّب القَدير كلّ مَا يُؤلمُكَ. فكلّ مُشكلةٍ نُلقيها على إلهنَا سَوفَ يَعتني بِهَا. وعِندمَا يَعتني الرَّبُّ بِحياتِنا، فستكونُ النُّصرةُ أكيدةً.
كأبٍ حَقيقِّي لا يَشاءُ الرَّبُّ أن يُحمّلَ أبَناءهُ أعَباءً، لأنّهُ يَعلمُ أن جَسدنَا لا يَتحمَّل الأعباء الثّقيلة. وعِندما نَتحرَّرُ من هُمُّومِنا، نُرضي الرَّبَّ، الذي يُسعِدهُ أن يَرانا فرحينَ. فَلا تَحمل أعباءً على ظَهركَ بَعدَ الآن، إنمَّا تَخلّص منها جَميعاً. فكَيفَ لا تَقبل عَطيَّةَ إلهنَا، التي وهَبهَا لنا، ليَحمِلَ كلَّ ما يُضايقنا ومَا يَجعلُنا مُضْطربين؟
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز