-
-
خَدِرْتُ وَانْسَحَقْتُ إِلَى الْغَايَةِ. كُنْتُ أَئِنُّ مِنْ زَفِيرِ قَلْبِي.
(المزامير ٣٨: ٨)
يظنُّ الذين لا يريدون جلبَ العار للربِّ ويؤمنون بقوَّته أنَّه لا يجب على المرءِ الاعتراف بضعفه أو ألمهِ حتى لو كانا شديدَين. لكن هذا أمرٌ خاطئ، لأنَّه غير حقيقيٍّ. لماذا يضطرُ المريض التظاهر بالصّحةِ؟ حسناً، إنَّ الكذب هو طاعةٌ للشَّيطان، والصَّواب هو التكلُّم بالصِّدق، فانهض باسمِ يسوع وانتهرْ الشّرير.
لا يجب على خادمِ الربِّ أن يسمح لأيِّ شر بتدميره. لكن علينا ألّا ننسى بأنَّ ابن الله لا يكذب تحت أيِّ ظرف، وبخلافِ ذلك، يدير ظهره إلى القدير ويلتصقُ بالعدوِّ. حسناً، لا تُفاجئنا رؤية العديد من الناس في الكنيسةِ غارقينَ في الظلمة ويعيشون تحت الهجوم، بالرَّغم من أنَّهم يصلّون ويتكلَّمون مع الله بشأن شفائهم بجلداتِ يسوع.
لقد أخبرَ كاتبُ المزمور الربَّ بأنَّه كان ضعيفاً، وبالتالي يحتاج للرحمةِ. وبما أنَّ هذه الآية مكتوبة في الكتاب المقدّس، فيجب علينا أن نقبلها بمثابةِ صلاة تُتبع، ثمَّ حصل الكاتب على صلاح القدير. وكلُّ الذين يؤمنون ويفعلون المثلَ، سوف يتحرَّرون من أعمال الظلمة. لذا، تكلَّم إلى الله واعترف بزلَّاتك واطلب غفرانَه. وبالتالي، آمِنْ أن الربَّ حرَّرك بالكامل، وبالإيمان أعلن ذلك لتكون قوياً.
تكمنُ المشكلة في جهل معنى عدم قبولِ هجوم العدوِّ، الذي بالإضافة إلى ذلك يجلب المرءَ إلى البؤس وأيضاً يقوده إلى الكذبِ. فلا تمنح إبليسَ موطئ قدم لأنَّ إنكار المعاناة يعرِّضك لأعماله. وتذكَّر، نحن نصبح عبيداً للذي نخدمه. وإنَّك لا تخطئ عندما تتكلَّم بالحقيقة ولن تعاني من جرَّاء ارتكاب الأخطاء. إنَّ الحقيقة تنجِّي كلَّ الذين يستخدمونها (يوحنا ٣٢:٨).
يمكنك ألَّا تلاحظ بأنَّ الألم أو أيِّ شر آخر يحاول الدخول إلى جسدكَ، لكن يجب عليك ألَّا تعرّض نفسك لمثل هذا الهجوم. وكلُّ الذين قبلوا يسوع كمخلِّص وربٍّ قد دخلوا مسبقاً إلى ملكوت الله، وكجزءٍ منه، مسموحٌ لهم أن يستخدموا اسمه القدّوس. وكمواطنٍ سماويٍّ ومختارٍ من الله (فيلبي ٢٠:٣)، انتهر الشياطين وأجناد الشر التي يأتون بها. وبعد المطالبة بزوال كلَّ الشر، آمِن بأنَّ العمل قد تمَّ.
نحن لدينا ربٌّ واحد فقط موجود فوقنا، ويسوع، الكلمة. تأمَّل بهذا إلى أن تفهمَ كلَّ ما كُتب عن مكانتك في المسيح. وبإيمانٍ وبلا خوف البتة، انتهر كلَّ الأعمال الشريرة بدون التخلّي عن البركات التي تعلنها كلمة الله لتكون لك. فكلُّ من يؤمن حقاً في الكتاب المقدّس، يعيش بعيداً عن أي دمار.
لا تكذب مطلقاً، لكن انتهر العدوَّ وأمره بأن يغادر مع كلِّ ما له. وإذا تواضعت قدَّام القدير وتركت خطاياك واعترفت بها، سترى أنَّه أمين وعادل حتى يغفر لك كلَّ خطية ويطهّرك من كلِّ إثم (١ يوحنا ٩:١). لماذا لا تصحِّح أمورك مع الربِّ الآن وتنجو من كلِّ أعمال شريرة؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز