-
-
وَجَاءُوا أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي الْهَيْكَلِ، أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ،
(مرقس ١١: ٢٧)
قد يتمُّ استجوابنا بعد عملِ المعجزات من قبل الذين يعتبرونَ أنفسهم خدَّام الله ولكنَّهم ليسوا كذلك. حدث هذا مع السيِّد بعد أن لعنَ شجرة التين فيبست. لذا، يجب أن نكون مستعدِّين، لأنَّه بناءً على أمثلة الكتاب المقدَّس فإنَّ العديد من الأشخاص الذين يدركون عملاً معيناً قام به اللهُ من خلالنا سوف يطلبون منَّا الاستفسار عن الحدث. وباستخدام الحكمةِ، لن نتجاهل إرادة الله ولن نخيِّب أمله.
لقد فعل يسوعُ شيئاً لم يؤثِّر فقط على تلاميذه، ولكن أيضاً على قادةِ اليهود. فلم يسبق لأحدٍ أن استخدم القوة الإلهيَّة لإعطاء درسٍ لشجرة لأنَّها لم تتعرَّف على الخالق، وبالتالي حرمته من ثمارها. فاحرص على ألَّا تخيِّب ظنَّ السيد، لأنَّه عندما يمنحك مهمةً، يمنحك النعمة أيضاً للقيام بها. كانت تلك الشجرة تدرك جيداً من هو.
لم تكن السُّلطاتُ اليهوديَّة تعرف ماذا تقولُ أو تفعل. كان من الواضح أنَّ شيئاً خارقاً كان يحدثُ. بالإضافة إلى شفاء الربِّ للمرضى وإخراج الشياطين، فقد أخذ حياةَ نبتة لم تعطه ثمراً. وهكذا، يخشى المتدِّين أن يستخدم المسيحُ هذه القوة لإهلاكه. لقد تجاهلوا أنَّ ابن الإنسان جاء ليمنحنا الحياة.
تجوَّل السيد حول الهيكل عند عودته إلى أورشليم ولاحظ كلَّ شيء، بينما كان متاحاً للذين يتعرَّضون للمعاناة والذين يشكُّون في رسالته أو مشيئته الإلهيَّة. يجب أن نمثِّل الربَّ بهذه الطريقة: كحلٍّ للمشاكل، وليس شخصٍ يبشِّر بالتعاليم الدينيَّة لكنَّه لا يعمل. وهذه الخدمة ستأخذ الملايينَ من الناس إلى الربِّ.
عندما علموا بأنَّه كان يتجوَّل في الهيكل، صعدَ إليه رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. ولأنَّهم لم يتمكَّنوا من إنكار تأثيراته غير العادية، قرَّروا أن يسألوه من الذي أعطاه هذا السلطان للقيام بذلك. كان من الممكن أن يستغلّوا ما قاله الله لهم ثم يتعلَّموا المزيد في الوقتِ المناسب. وبالمثلِ، هناك من يخسرُ الكثير اليوم.
كان يجب على المتديّنين في ذلك الوقت أن يكونوا متواضعين وأن يدركوا أنَّه جاء من الآبِ، لكن بدلاً من ذلك، قرَّروا أن يطلبوا منه أن يقولَ ما هو واضح. والآن، عرف يسوعُ ما يجري داخل أرواحهم. في الواقع، عرف هؤلاءُ الناس أنَّ الله عمل من خلاله. ومع ذلك من خلال استجوابهم، أرادوا فقط تسكيتَ الصوت الإلهي الذي يخاطب قلوبهم. لذلك، استسلم للهِ الذي كلَّمك من خلال كلمته.
لقد تعرَّض العديدُ من الإخوة للاضطهاد والإيذاء والقتل على مرِّ العصور، لأنَّهم سمحوا للقدير باستخدامهم. فالذين يريدون أن يعيشوا بتقوى احتراماً لسلطةِ العلي، يعانون من الاضطهاد، وقد بيَّن بولس ذلك. فاسلمْ نفسك لله وافعل ما يأمرك به، وهكذا ستسير في البرِّ.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز