-
-
وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً.
(يونان ٣: ٧)
لقد أعلن القديرُ أنَّ آشور لن تكون هي نفسها فيما بعد. الأمرُ الذي يجعل أكثرَ خادم أمينٍ يرتجفُ، لأنَّه عندما يتلقَّى أمر الذهاب إلى مكان ما، فإنَّ الربَّ يملك في ذهنهِ أكثر من زرعِ الكنيسة: إنَّه يريد أن يجعل من هؤلاء الناس أعضاءً من المفديّين ينضمّون إلى تلك الكنيسة، ويمثلون أمامه إلى الأبد. لكنَّ الذين لا يطيعونَ الله ولا يخدمونه، سيكونون مسؤولين في "اليوم العظيم" عن الكثير من النفوس التي لم تنَل الخلاص بسبب تمرُّدهم.
بدلاً من إرسالِ التهديدات لتدميرِ آشور التي كان سكَّانها من البرابرة، أرسل اللهُ أحد أنبيائه الذي كان خائفاً في الواقعِ من هذا القرار وهربَ. فلا يهمُّ حجم التحدّي إذا كان الربُّ يرسلك إلى مكانٍ ما، فقد أعدَّ كلَّ شيء بالفعل لإنجاز عمله في ذلك المكان. وكلُّ من دُعي لإعلان الكلمة، يجب أن يلبس أسلحة البرِّ ويتَّجه للقتال.
لقد كانت رسالة بسيطة لكنَّها قوية، تقول إنَّ المدينة ستدمَّر في غضون 40 يومٍ، لذلك فإنَّ ما قِيل يخترق قلوب السكَّان بما في ذلك قلب الملكِ. نحن لا نعرف كيف يُمكن لكلمةِ الله أن تغيِّر أمة بربريَّة في وقت قصير جداً، لكن في الحقيقةِ أنَّها تفعل ذلك. لذلك، لا تتوقَّف أبداً عن إعلان ما يقوله الكتاب المقدَّس، لأنَّك في النهاية ستنتصر. إنَّ البشارة تبارك من يقبلها، وبالتالي تخلِّصه.
لقد اتفق رئيسُ الحكومة الآشورية مع أمَّته على الصوم وطلب رحمة الربِّ، وأوجزَ على الامتناع عن الحيواناتِ أيضاً. لا أحد يستطيعُ أن يتخيَّل أنَّ هذا سيحدث، لكن هذه الحقيقة تذكِّرنا أنَّ الربَّ يعرف كيف يقومُ بالعمل. ولهذا السبب يجب على الذين كلَّفهم الله ألَّا يرفضوا الذهاب إلى حيث أُمروا، لأنَّ الله مخططٌ وحامٍ ماهرٌ.
لا أحد يستطيعُ أن يأكلَ أو يشرب خلال تلك الفترة من التوتُّر، وقد أدرك الناسُ أنَّ هذا هو التصرُّف الوحيد الذي يمكن أن ينقذهم. بينما كان يونان ينادي بالرسالة الإلهيَّة، كان الربُّ يتحدَّث إلى قلوب هؤلاء الناس، مبيّناً ما يجب فعله لتجنُّب وقوع كارثة. نفسُ الشيء يحدثُ اليوم، إذا تمَّ تسليمنا الرسالة الإلهيَّة، فسيأتي القرارُ الأكبر من حيث لا نتوقَّع. لذلك كُن أميناً للآب الذي دعاك لعمل مشيئته.
لا توجد طريقةٌ أخرى لتخليصِ شخص أو أمَّة من الهلاك الأبدي، باستثناء التبشير بالـ "حقِّ" للجميع. إذا لم نعطِ رسالة السماء، فسيكون لدينا العديد من الناس الأخيار والأشرار، الذين سيذوقون الهلاكَ الأبدي. إذن، كوننا مسؤولين عن هذهِ الخسارة، فهل نهربُ من الدينونة؟ وبدلاً من التفكير في هذا الموضوع، علينا أن نخرج ونفعل ما أُوصينا به. يعرفُ الله كيف يأمرُ بعمله ويجعله ناجحاً تماماً.
يمكن أن تكون حياتك في خطرٍ أبديٍّ، حتى لو كنت أكثر المؤمنين تفانياً؛ لهذا السبب إذا لم تفعل ما قِيل لك، فسوف تتمُّ إدانتك بالتأكيد. لذلك، لا تسمح لروح الشكِّ والخوف بالسيطرةِ عليك، ولكن استمر وقُم بالعمل الذي أُعطي لك.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز