-
-
عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ.
(مزمور4:22)
تحدَّث الله إلى النَّاس عن طريق الأحلام والرُّؤى وما هو مكتوبٌ في الأسفار قبل مجيء يسوع، والتي ألَّفت فيما بعد الكتاب المقدَّس. أمَّا اليوم فهو يتحدث إلينا عن طريق ابنه ومن خلال إعلان كلمته. لذلك يجب أن نتعلَّم ما يجب فعله حتى تعمل القوة الإلهيّة لصالحنا، وتساعدنا في حل المشكلات تمامًا كما حدث في أيام الكتاب المقدَّس. عندها سيكون لدينا المزيد من الأسباب لتمجيد الربّ.
علِم الآباءُ والأمَّهات ورؤساء العائلات العبرية أنه يجب عليهم أن يصلّوا، بثقة، حتى تُستجاب طلباتهم. كلُّ من يخدم الله اليوم يجب أن يفعل الشَّيء ذاته، لأن هذا السِّجل هو مثال جدير. لا سِحر في الإيمان، بل طاعة لِما يُظهرهُ الله لنا ويأمرنا به. أولئك الذين لا يعتبرون حقيقة أنَّ الربَّ هو الله، وبالتالي يجب احترامه، عندما يكونون في ضيقٍ، فلن يقفَ إلى جانبهم.
نظرة عامة سريعة على التقارير الكتابية تترك لنا انطباعًا بأنَّ خدَّام تلك الأيام كانت لديهم مساعدة إلهية أكبر ممَّا لدينا اليوم، وبالتالي تمَّ الرَّد عليهم بسرعةٍ. ولكنَّ هذا ليس صحيحًا، لأنَّهم مرُّوا أيضًا بلحظات من الكربِ الشَّديد عندما بدا وكأنّ الله قد تخلّى عنهم؛ وبما أنهم كانوا مطيعين، ظلُّوا ثابتين. فإعادة تأكيد ثقتهم، يُثبت أنه لم يتحرَّروا على الفور.
الوحيُ الإلهي هو كاتبُ هذا المزمور، إذ يقول الكثيرَ عمَّا سيحدث لابن الله عند مجيئه، يقودنا هذا إلى فهم أنَّ هؤلاء الناس لم يحصلوا على إجابات جاهزة مباشرةً. ولكن، تمَّ إنقاذهم ليبقوا على ثقة. لا شكَّ أنَّ هذه الحقيقة هي درسٌ لكلِّ من يحتاج إلى النَّجاة من أيَّة مشكلة. لن تفشلَ اليدُ الإلهية أبدًا في العمل لصالح الذين يضعون إيمانهم بالربّ المنقذ الأمين لوعوده. (عبرانيين23:10)
أوضح العليمُ بكلِّ وضوح أهميَّة الإيمان بما قاله منذ خلق آدم، وأنَّ أولئك الذين لا يؤمنون، سيموتون بالتأكيد. كان هذا بالضَّبط ما حدث لوالدينا الأوَّلين. أصبحت الأمور فيما بعد أكثر خطورة، فمع دخول الشَّيطان إلى عالمنا، فإنَّ أجناده ستفعل كلَّ شيء حتى لا ينال الناسُ البركة. وبالتالي، سيقودون البشرية إلى فقدان ثقتهم بالله.
في مثل الأرملة والقاضي الظالم، قال يسوعُ أنَّ تلك المرأة كانت تقرع باب القاضي دائماً طالبةً العدالة. ولدى تكرارها لهذا لعدَّة أيام، انزعج القاضي وقال في نفسه إنه على الرغم من أنه لا يخاف الله ولا يحترم إنساناً، إلَّا أنه سيُنصف تلك السَّيدة التي تضايقه كثيرًا. لذلك قال الربُّ أننا يجب أن نلتزم بقرار ذلك القاضي الذي يؤكد أن الله سيحققُ العدلَ بسرعة. (لوقا 18: 1-8)
لقد وثقوا لكنهم لم يبقوا ساكنين. وبينما كانوا ينتظرون تحقيقَ العدالة، تذكروا بكلِّ تأكيد الربَّ، وما أراده منهم كلَّ يوم؛ وبالتالي، كانوا قادرين على رؤية خطأهم. عندما قالَ إبراهيمُ للهَ أنَّ عبده سيكون أليعازر الدِّمشقي، قال له الربُّ أنه يستطيع كلَّ شيء، لأنه هو الله القدير. وهكذا علمَ رئيس الآباء العبراني أنه ينبغي أن يسير في محضره ويكون بلا لومٍ (تكوين 15: 2-4؛ 1:17)
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز