-
-
وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا، (تكوين14:13)
عندما يُطرَد المُستهزئ، يختفي الخصامُ والمعاناة. وهكذا عاد السَّلام ليحلَّ بين إبراهيم ورعاته. لا ندري كم من الوقت قاوم رئيسُ الآباء فكرة الانفصال عن لوط. ولكن عندما شعر أنّ الاستمرار معاً أصبح مستحيلاً، طلب ألّا يكون ابن أخيه جزءًا منه فيما بعد. وسرعان ما عاد السَّلام ومعه وعدُ الربّ المجيد. قدَّمَ الربُّ وعودًا لإبراهيم بعد رحيل لوطٍ.
ينبغي أن ترى ما الذي يمنعك من سماع كلمة الله. يُمكن أن تكون صداقة ما، أو استياءٌ أو سرٌّ مخفيٌّ في قلبك. إذا كنت مضطربًا فلن تطلبَ الآبَ، وبالتالي لن يفعل شيئًا لصالحك. في كثير من الأحيان، نخسر بركاتنا السَّماوية بسبب تجاهل الدُّروس من العلاء.
كان لابدَّ أن يكونَ لإبراهيم موقفاً هاماً: أن ينظرَ. فمن يبدِّد الوقت في حساب الشَّر الذي أصابه، لا يُرضي الله! كلُّ ما حدث قد حدث مسبقاً، وإذا لم تكن مضطرّاً، فحاول أن تنسى التعويض. تحرَّر ممَّا يزعجك وتجنَّب الوقوع في مواقف مماثلة مرَّة أخرى. إذا لم تفعل، فسوف تعاني. يجب أن ترى ما أعطي لك الآن وفي الأبدية.
قال الربُّ لإبراهيم أن ينظر إلى أراضي الشّمال والجنوب والشَّرق والغرب؛ إنَّ كلَّ ما في متناول يده سيكون ملكاً له. وبالمثل، عندما تتخلَّص من كلِّ ما يزعجك، سترى أرض الموعد- الإنجيل- لأنَّ الله سيمنحك كلَّ ما تراه. فلا يستطيع الآبُ التَّحدث معك بينما تركِّز انتباهك على مشاكلك.
يجب أن يمشي إبراهيمُ على طول الأرض وعرضِها حتى لا يفقد وطأة قدمٍ واحدة ممَّا سيُعطيه اللهُ إيّاه. بهذه الطريقة يمكن أن يستمتع بما سيُمنح له. الأرضُ التي أعطاها الله له مثل مزرعة تحتوي على كلِّ شيء. تربة جيدة لزراعة المحاصيل، ومياه شلّالة لتوليد الطاقة، وغابات لتربية الماشية، تُستخرجُ الأخشابُ منها أيضاً، ومناجمُ أحجارٍ كريمة.
أمرٌ مثيرٌ للاهتمام أن نلاحظ أنه عندما نظر إلى الشَّرق رأى جميع حقول الأردنِّ، مثلَ جنَّة الربّ. كانت هذه هي الأرض التي رغبها لوط، وهو لا يعلم أنَّ الله سيُعطيها لإبراهيم. لقد وعدَ الله أن يعطي إبراهيمَ كلَّ شيء شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. لو بقي لوطٌ مع عمِّه، فربما يرسله إبراهيم للعناية بهذه الحقول. ولكنَّ لوطاً لم يفهم الخطة الإلهيَّة، ممَّا أدى إلى تأخيرها.
بعد أن سمعَ إبراهيمُ من الله الوعودَ التي أضحتْ له ولنسلهِ، بنى خيمته وعاش بالقرب من بَلُّوطَاتِ مَمْرَا، بالقرب من حَبرون، وبنى ومذبحًا للربّ. أمَّا لوطٌ، فلم يُسمع قط أنه بنى مذبحا للربّ. رجلٌ مسكين.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز