-
-
تَأَوُّهَ الْوُدَعَاءِ قَدْ سَمِعْتَ يَا رَبُّ. تُثَبِّتُ قُلُوبَهُمْ. تُمِيلُ أُذُنَكَ
(مزمور17:10)
واحدة من التَّطويبات التِّسعة التي أعلنَها يسوعُ في عظة الجَبل تخصُّ الذين يتَّسِمون بالوداعة (متى 5). يقول صاحبُ المزمور أن تَأَوُّهَاته سوف يسمعها القديرُ، وبالتّالي سترتاح قلوبُهم- وسينتهي كلُّ ظُلم خبيثٍ. أمَّا بالنِّسبة للودعاء، فإنَّ آذان الله مفتوحة دائمًا للاستماع والاستجابة لطلباتهم. يجب أن تجاهد لصُنعِ مشيئة الربّ.
إنَّ الّذين يلتفِتون إلى الآب يَرون أنَّ الطَّعام لن ينقصَ وسيكون وفيراً. سيَحمدون الربَّ وتحيا قلوبُهم إلى الأبد. والعكسُ هو الصَّحيح أيضًا، لأنَّهم سيُواجهون مشاكل كثيرة وسيكون لديهم جوعٌ روحيٌّ لن يُسَدَّ إعوازُه أبدًا إذا لم يَطلبوا الحضور الإلهي. وعندما تدعو الحاجة لن يتمكَّنوا من منع الغزو لأنّهم لم يصدِّقوا ما قيل لهم، وبالتالي تركوا البابَ مفتوحاً.
يتمتَّع المُتواضعون بصفةٍ تميّزهم عن أبناء الله الآخرين، حيث يَمشون في طريق البرّ، وهكذا يتعلَّمون طريق الربّ. كما أنَّ الذين يعرفون الطريقة التي يستخدمها الله القديرُ سيتمكَّنون أيضًا من فِعل ما يفعله؛ وبهذه الطريقة، من خلال التصرُّف مثله، سوف يُدركون أنَّ هذا هو ما ينقصهم للتخلُّص من العدوِّ وأعمالهِ. من السَّهل جدًا الوصول إلى نقطة الفوز الكامل؛ فقط اقبل أن تكون متواضعاً.
أولئك الذين يتسِمون بهذه الصِّفة يمكنهم أن يَسمَعوا الربّ ويعيشون بفرح. لا يوجد قلقٌ أو ندرة في حياتهم، لأنَّهم يعلمون أنَّ صلواتهم مستجابة. فعندما تستمع إلى كلام الله، تحصل على توجيهاتٍ أفضل، لا يمكن الحصول عليها بطريقة أخرى. لذا استعدّ لتلقي واتباع التَّعليمات؛ ولن تتعثر أبداً. أليس الأفضل أن نحيا متحرِّرين من خوف العدوّ؟
التّواضع في قلب الإنسان يجعله وارثاً للأرض ولن تُقتلع جذورُه أبدًا. الإنجيلُ هو أرضُ الميعاد الحقيقية حيث يوجد كلّ ما تحتاجه بوفرةٍ إضافة إلى مزيدٍ من سنواتِ السّلام والفرح. وعلى الرُّغم من أنَّ كلَّ شيء يبدو متناقضًا، لكنَّك تتمكَّن من النُّهوض والتقدُّم لتُمسك ما يخصُّك في المَسيح. هذه هي الطريقة الحقيقيّة للعيشِ وهي رائعةٌ جداً.
إحدى سِمات المتواضع هي أنّه يطلب الربَّ دائماً. لهذا تجدُ المتواضعين في سلامٍ دائماً ومنتصرين في المعركة. أولئك الذين يتصرَّفون على هذا النَّحو يخضعون لكلام الله ويقتدون بأفعاله، وبالتَّالي فإنَّ قلوبهم مليئة دائمًا بالحلول وكلمات السَّلام. أمَّا الذين لا يُريدون أيَّ التزام مع الربّ فسوف يكتشفون القرار الخاطئ الذي اتَّخذوه. للأسف لن يكون هناك سوى الألم والمعاناة والحزن بعيدًا عن المخلِّص. فلماذا تبادل الخير بشيءٍ لا قيمة له؟
سوف يأتي الآبُ السَّماوي ليدين ويخلِّص كلَّ المتواضعين ويتوّجهم بالخلاص. اليوم قادم وأقرب بكثيرٍ ممَّا يمكن تخيّله، عند صوت البوق الأخير سنراه آتٍ على السَّحاب كي يأخذنا، وبعد ذلك سنكون معه في السَّماء. لماذا لا تكون ضمنَ هذه المجموعة التي لن تعاني بعد الآن؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز