-
-
مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجعْ إِلَيْكُمْ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَقُلْتُمْ: بِمَاذَا نَرْجعُ؟
(ملاخي7:3)
لقد ضلَّ بنو إسرائيل حقاً، حتى بعد أن نفَّذ الربُّ كلمته وأخذهم إلى كنعانَ، أرضُ الموعد. وللأسف، لم تكُن هناك مصالحةٌ للحصول على الحياة الأبديَّة لأنَّهم لم يصلِحوا طرقَهم. هناك حقيقةٌ محزنة لُوحظت في الأيامِ الحاليَّة، على الرَّغم من أنَّ البرازيل أصبحت أكثر فأكثر دولةً تخشى الله، وهي أنَّ عدد الأشخاص الذين تم تخلصيهم يساوي عدد الضَّالين الذين تمَّ تخليصهم مرةً. والآن، أين يعتقد هؤلاءُ الناس أنَّهم سيقضون الأبديَّة؟
لا يدركُ هؤلاء الأفراد أنَّهم بسبب مواقفهم يعرِّضون أنفسهم لأعمال العدوِّ، إلى جانبِ فقدان فرصةَ عيش الأبديّة مع الآب الأبدي. يوجد في الكنائس أشخاصٌ يواجهون العديد من الإغراءات ولأنَّهم غير ناضجين في الإيمان، فقد جعلهم الشيطان يعانون من أمراضٍ وشرور كثيرة. ومن الضروري أن يعودوا بسرعةٍ إلى الله، وإلا سيتمُّ هلاكهم.
لقد أعطانا الربُّ "العلاج" الذي يمنع إبليس من إلحاق الشرِّ لنا. وكلُّ الذين يتبعون الوصفة المقدَّسة التي قدَّمها لهم ليعرفوا ويحفظوا وصاياه، يمنعونَ أعمالَ الشّيطان من الازدهار في طريقهم. فإذا كان يتَّكلون على الله، فإنَّ المجرِّب لن يجعل المخلَّصين يتألَّمون. الآن، ما يخيفنا حقاً هو أن نرى شخصاً اختبر الخلاصَ يترك محضرَ الخالق، ويعود إلى الممارساتِ التي كان يمارسها قبل معرفة الإنجيل، أو حتى ما هو أسوأ من ذلك.
إنَّ العودة إلى المسيحِ هي مراعاة الوصايا الواردة في كلمته وطاعة مشيئته. فعندما يتمُّ تبنِّي هذا الموقف، لن يمنعَ أي شيء المخلِّص من تنفيذ خطَّته الرائعة للذين ينتمون إليه. ولكي نحيا متحرّرين من الهجمات الجهنَّمية، وضع الله آثامَ الجميع على يسوع (إشعياء 53: 6)، وهي حقيقةٌ تبرّرنا من آثامنا. ثمَّ إنَّ الثمن الذي تمَّ دفعه من أجل إثمنا كان باهظاً. ولكن إذا لم نتنبَّه، فسوف نقع في التَّجربة.
إذا لم يكن هناك تحوُّل كامل، فلن يكون الشخص في وضعٍ مناسب لاستخدام السّلطة الممنوحة لجميع مواطني ملكوت الله، ولن تكون هناك أعمال إلهيَّة تُجرى. من الضروري أن نطلبَ القداسة لأنَّنا بدونها لن نتمكَّن من رؤية الفادي القدّوس (عبرانيين 14:12) هل يمكن لاثنين أن يسيرا معاً إذا لم يتواعدا؟ لذلك اطلب من الآبِ أن يبيِّن لك ما إذا كان فيك شيء شرير. وإذا وُجد هناك، اطلب منه أن يخلِّصك.
كلُّ الذين يؤجِّلون تكريسهم دائماً إلى وقتٍ لاحق يكتشفون أنَّ الوقت قد فات، لأنَّهم لن يتمكَّنوا من التحرُّر من الظلام. فقط الروح القدس هو الذي يعمل فينا، لأنَّنا مسكنه، وعلى العكس من ذلك، إذا سمحنا لقِوى أخرى بتحريكنا للعمل ليس وفقاً للكلمة، عندما نحتاج إلى الشخص الذي هو ملجأنا وقوَّتنا وعوننا في الضيقات وُجد شديداً (مزمور 46: 1)، فلن نجده فيما بعد.
تماماً كما يتوق الآبُ السَّماوي إلى عودتنا إليه، فإنَّه يريد أيضاً أن يعودَ إلينا. نحن نتحدَّث عن كلِّي القوَّة وليس عن شخصٍ أعلى قليلاً منَّا، والذي سيكون بالفعل كافياً لكلِّ حاجاتنا. في الآية الافتتاحيِّة، أظهرت إجابةُ الإسرائيليين الضَّالين مدى سخريتهم. وأنت ماذا سيكون ردُّك؟ افعل كما قِيل لك أن تفعلَ.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د.ر.ر. سوارز