-
-
فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»
(يوحنا 10:8)
لقد كانت نيَّة الفرّيسي عندما اقترب من يسوع أن يجد سبَّباً لاتِّهام السيِّد. وعلى الرغم من أنَّه كان الله، وعلى هذا النحو هو ربُّ كلِّ شيء، فقد أرادوا الإمساك به بطريقةٍ تتعارض مع الناموس وأيضاً مع ما بشَّر به. يا لهم من فريسيِّين مساكين! لقد كانوا أمام الكائن العليم الذي لن يخطئ بقول أيِّ شيء. فكان يجب أن يجلسوا عند قدميه وأن يتعلَّموا كيف يحبُّوا الحقَّ.
لقد اجتمع كلُّ شيء من أجلهم ليكون لديهم الوضع المثالي، بينما كان في فكرهم أن لا يكون ابنُ الله قادراً على الهروب. ولكن، مثلما حدث ليسوعَ، يمكن أن يحدث لنا أيضاً. والآن، إذا كنَّا نعيش في محضر الله، فسوف نعرف كيف نتعاملُ مع أيِّ موقف غير متوقَّع، بما في ذلك أولئك المستعدّين لإيذائنا. كان يجب أن يتعلَّموا أنَّ الذين يسلكون في النور لا يعثرون، بل الذين يسلكون في الظلمة.
إنَّ العقل الذي لم يولد من جديد روحياً هو عقلٌ شرير، لأنَّه لا يخضع لسيادة الله، ودائماً تقريباً عندما يحتاج إلى النعمة الإلهيَّة، يتظاهر بأنَّه "مقدَّس" ويقود الشخص إلى محاكاة أفعاله حتى لا يبدو أنَّه كذلك في الخطأ. فإنَّ الذين يسلِّمون أنفسهم للخطيئة يتلقّون في أنفسهم عواقبَ أفعالهم، وعلى الرَّغم من أنَّهم يبدون عدم المبالاة بتلك العواقب، إلا أنَّ أفعالهم تشهد لهم عن أخاطئهم.
لقد كان يسوعُ في ذلك اليوم جالساً في الهيكل يعلِّم في الكلمة، عندما قاطعه موقفٌ غير عادٍ للغاية. امرأة وُجدت في الزنا تمَّ إحضارها وأُلقيت عند قدميه. بما أنَّه لا أحد يأتي إلى المسيحِ إذا لم يجلبه الآبُ الذي أرسله، فقد عرف يسوعُ أنَّ هذا الموقف سيتحوَّل إلى درسٍ. لقد اعتقد الفريسيّون أنَّهم سيجدون شيئاً يتَّهمونه به، لكنَّهم بدلاً من ذلك أخذوا درساً جعلهم يشعرون بالخزي.
تساءل هؤلاءُ الرجال عمَّا إذا كان ينبغي عليهم رجمها كما نصّت الشريعة، أو إذا كان ينبغي عليهم استخدام الرحمة التي علّمها يسوعُ. لقد كانوا الآن مدافعين أقوياء عن شريعةِ موسى واعتقدوا أنَّه إذا خالف يسوع التعاليم القانونيَّة المتعلِّقة بالمخالفين فسيكون لديهم الدليل على تجريمِ يسوع وقتله. ولكن من يستطيع أن يغلب القاضي الأبدي الذي لم يوجدُ فيه أيُّ خطأ؟ لقد ثبت أنَّ كلَّ الناس بحاجة إلى المخلِّص.
لقد انحنى السيِّد إلى الوراء، مما سمحَ للجدل بأن يُثار. ثمَّ يمكنه أن يعلمهم شيئاً ذا قيمة لهم وأيضاً لأيِّ شخص يسمعُ الدرس في أيِّ مكان وفي أيِّ وقت. لذلك، إذا طلبت من اللهِ شيئاً ولم تحصل على إجابة، افهم أنَّ هذا لمصلحتك، وبعد كلِّ شيء هناك مشاكل أكثر أهميَّة يجب حلُّها، بحيث يمكنك في الوقت المناسب حلُّ المشكلات الأكبر من الآن.
استقام السيدُ وتوقَّف عن الكتابة على الأرض بسبب إصرارهم وأخبرهم جميعاً أنَّ من كان بلا خطيئة فليرمِ الزانيّة أولاً بحجرٍ. وبالتالي بدءاً من الكبير حتى الصغير، ذهبوا جميعاً لأنَّه لم يكن هناك أحدٌ بلا خطيئة. عندما يتكلَّم الله لا توجد طريقة للمقاومة ولكن القبول فقط.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز