-
-
فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ.
(متى 22:19)
لقد كان لدى الشابُّ الغنيُّ كل شيء ليخلِّصه ويعيش إلى الأبد مع يسوع. لو كان قد استمع إليه ليحصل على كنوز في السَّماء، لكنَّه للأسف أحبَّ ثرواته الأرضيةَّ أكثر. ونحن علينا أيضاً أن نختارَ من نحبُّ: الجشع أم الرب. فإنَّ إله الغنى هو الشيطانُ الذي يقيدِّ الناس، ويجعلهم مدينين بالفضل لخيرات هذا العالمُ، ليأخذهم إلى الهلاكِ الأبدي. لديك القدرة على اختيار من سوف تخدم.
إنَّ الموقف الذي اتَّخذه تاركاً محضر السيِّد بحزن أكدَّ حبَّه للثروات، والتي فاقت ما كان لديه للهِ. فقد حفظ الوصايا فقط ليرى ما إذا كان سيذهبُ إلى السماء، وليس بقلبٍ صادق. لقد أحبَّه الربُّ حقاً، لذلك أقنعه الروح القدس أن يبيع كلَّ ممتلكاته ويعطي كلَّ شيء للفقراء. لكن أحد أخطائه هو أنَّه أراد أن يكون سيداً وليس خادماً.
لقد تبارك باستقبالهِ وحضوره أمام خالق كلَّ شيء، لكنَّه كان مرتبطاً جداً بالذهب الذي يستعبد العالمَ. لكن لو قبل وصيةَ الربِّ لعاشَ هنا على الأرض حاصلاً على 30 و 60 و 100 مرَّة أكثر، وبعد وفاته الحياة الأبديَّة. هل يمكن أن تكونَ قد أخطأت أيضاً لأنَّك لم تنتبه لما يخبركَ به الله؟ ثمَّ إنَّ الذين يسمحون للربِّ بقيادةِ حياتهم يعيشون بسعادةٍ حقاً.
لقد بدا الشابُّ الغنيُّ صادقاً عندما سأل يسوع عمَّا يجب أن يفعله ليرثَ الحياة الأبديَّة. ثمَّ سأله الربُّ إن كان يعرف الوصايا، فسأله أيَّها؟ وبصبر كرَّر الربُّ العشر أكدَّ الشاب أنَّه عملَ بها كلها لفترةٍ طويلة. لكنَّه لم يفهم أنَّ شهادة الله بالكلمة ذاتها هي أيضاً وصيةٌ، وربَّما حتى أعظمها لأنَّها تظهر إرادته السياديةَّ.
كان يعلمُ أنَّ الالتصاق بالكلمة هو شهادةُ الربِّ. وإنَّ التوجيه الذي تلقَّاه هو بيع ممتلكاته وتقديمها للفقراء لأنَّه في الحقيقةِ لم يكن يمتلك تلك الثروات، بل هي التي كانت تتملَّكه. عندما يشعر الإنسانُ أنَّ الله يتحدَّث إليه، فعليه أن يطيعَ على الفور. عندما يتكلَّم الربُّ بشأن شيء ما، يمكن أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي سيفعل فيها ذلك.
لقد استشهد يسوع بالوصايا المسجلة في الكتاب المقدس واحدة تلو الأخرى، وفقاً لفطنة هذا الشاب. وعند سماع ذلك لا بدَّ أنَّه أظهر نفسه مسروراً في الوقت الحالي، على الأقلِّ لن يضطرَّ إلى الإيمان بالشهادة التي أزعجته كثيراً، وأكدَّ للربِّ على الفور أنَّه حفظها منذ نعومةِ أظفاره. يبدو الأمر كما لو أنَّه قال: "إذًا ليس عليَّ أن أتخلَّص من ثروتي. وبعد كلِّ شيء، الحياة الأبديَّة مضمونة لي ".
ذهب يسوع مباشرةً إلى تلك النقطة وكرَّر كلَّ ما قاله لقلبِ ذلك الرجل في كل مرَّة يصلِّي فيها أو يقرأ ما جاء في الناموس أو يسمع شخصاً ما يعظُ عن هذا، يشعر بما يجب أن يفعله، لكنَّه تراجع وغادر حزيناً. لأَّنه أراد أن يحافظ على ثرواته التي أحبَّها.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د.ر.ر. سوارز