-
-
الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ.
(مزمور9:145)
يجب أن يتعلَّم شعب الله أنَّ الربَّ صالحٌ للكلِّ، ولكن بالرغم من كوننا جزءاً منه، إلا أننا تركنا أفعال العدوِّ تغزو حياتنا. وبالتالي فإنَّ الله لم يستطِع أن يفعل فينا ولأجلنا ما يودُّ أن يفعله. سيكون من الجيِّد أن نتعاون معه في تنفيذ مشيئته، لأنَّنا حينها سنرى صلاحه. فلا يعسر على الربِّ أمرٌ.
هناك أشياءٌ صغيرة مثل أفعال الثعالبِ الصغيرة التي تعمل في حياة الذين غُرسوا في ملكوت الله ليزدهروا ويعطوا الثمار. ومع ذلك، من خلال عدمِ ملاحظة ما هو مكتوب، فإنَّهم يسمحون لأنفسهم أن تنخدعَ بأكاذيب العدوِّ. لذلك عندما لا يتوقَّعون شيئاً، سيرون أنَّ وقت البركة قد مضى، تماماً مثل وقت تتفتَّح الأزهار. علينا أن نطلب الربَّ وإعلاناته حتى لا نقع في التّجربة.
يجب ألا نواجه أيَّ مشكلة باعتبارنا قد خلُصنا من مملكة الظلام. ومع ذلك، نظراً لأنَّنا نسمح للمشاعر الشريرة مثل حسد الخُطاة، فإنَّنا نخلق حاجزاً أمام عمل الله لصالحنا. لذلك من الجيّد دائماً أن نفحص ونرى ما يجب أن نغيِّره حتى نتمتَّع بالحياة الوفيرة التي جلبها لنا يسوعُ. لكن من المحتملِ جداً وجود عقبات أمام الأعمال الإلهيَّة.
يعلن الربُّ أننا لا نشكُّ في أنَّه صالحٌ لشعبه. ولكن تماماً كما حدث في أورشليم التي أنكرت حماية الربِّ حتى بعد الدموع التي ذُرفت عليها، قائلاً: يَا أُورُشَلِيمُ، يَاأُورُشَلِيمُ! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! (لوقا ١٣: ٣٤)، سيتمُّ كذلك التخلّي عنَّا. يكمن الخطأ فينا ولكن يمكننا تصحيحه في الوقت المناسب لننال النعمة.
إنَّ الله صالحٌ أن يشفي ويخلِّص أولاده من كلِّ اشتراك في الشرِّ ويمنحهم بركةَ إبراهيم. ولكي نحصل عليها، كان من الضروري أن يدفعَ ابن الله ثمناً باهظاً ليصبح لعنةً بدلاً عنَّا. لذلك، اعلم أنَّه عندما نُخدع ونخاف ونفعل الشرَّ ونسمح للرغباتِ الشريرة أن تشغل أفكارنا، فلا يمكن أن يساعدنا القدَّوس الذي يأمرنا بأن نكونَ أيضاً قديسين (بطرس الأولى ١٦:١)، وعندما نُصلح طرقنا سوف نتذوَّق محبَّته.
إنَّ الربَّ صالح لإسرائيل لكنيسته العزيزة التي تضمُّ أنقياء القلب فقط. لذلك اطلب من الله أن يبيّن لك الخطابا التي مارستها دون وعي والتي سمحتْ للعدوِّ بالدخول، وافعل كلَّ ما بوسعك لكيلا تُخزي الله العلي. وإلا فمن سوف يباركك؟ هل الشرير؟ الرحمة!
تخلَّص من الإغراءات والرغبات السيّئة وحتى الإرادة الأنانيَّة، وافتح الطريق أمام الربِّ للعمل. وبهذه الطريقة سترى كم هو صالحٌ مع الذين يستطيعون رؤيته، وصلِّ إلى الله ليجعلك إنساناً بحسبِ قلبه. لذلك اغتنم الفرصةَ وكن مباركاً.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز