-
-
يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.
(المزامير ٢٣: ٣)
إنَّ النَّفس شيءٌ مجهولٌ بالنسبةِ للكثير من الناس. والذين يقتربون من تعريفها يقولون بأنَّها موضعُ عواطفنا ومشاعرنا. وبما أنّها جزء أساسيٌّ من كياننا، يقول الرسول بولس بأنَّ النفس والجسد والروح يجب أن يُحفظوا تماماً إلى يوم مجيء ربِّنا يسوع المسيح (١ تسالونيكي ٢٣:٥). والذين لا يهمُّهم الحفاظ عليها سيواجهون خسارة فادحة في يوم الدينونة العظيم. لذلك، لماذا لا تتحكَّم بنفسك؟
ثمَّ إنَّ خالقنا هو الربُّ الوحيد الذي يعرف كيف يردُّها، منتشلاً إياها من ضغوط التَّجارب لأنَّه يعلم تماماً كيفيَّة عملها. ومن دون عمله لن نقدرَ على مواجهة مصاعبنا بهدوءٍ وشجاعة، ومن المُحتمل أن نتصرَّف كالضَّالين وفي اضّطراب بسبب متاعب الحياة. واللحظة التي يحتاج فيها الإنسانُ المخلَّص إلى السَّلام هي في أثناء وقوع تلك المصاعب.
لا نقدر أن نفكِّر بعنايةٍ وهدوءٍ في كلمة الله عندما نتعرَّض للمشاكل. وبالتالي، لا ننتهر العدوَّ كما ينبغي بسبب عدم معرفتنا التصرُّف المناسب الذي سينجّينا من فعلِ الخطأ. لكنَّنا إذا سمحنا للربِّ بالتدخُّل فسوف يأتي ويردُّ نفوسنا. وبعدئذٍ، سنكون قادرين على فحص ما يحاول الشَّيطان فعله تجاهنا، فنحمي أنفسنا من هجومه بالصَّلاة. فنحن نملك حلَّ كلِّ قضيةٍ بإرشاد العلي.
يمتلك البرُّ الإلهي الكثيرَ من الطرق الممكنة. فكلُّ الطرق التي نتَّبعها في يسوع لن تجعلنا مسؤولين عن سقوطِ أحدهم، وفي ذات الوقت سوف نسرُّ قلب الربِّ. من الهامِّ أن نشعر إلى أين يجب أن نذهب لكي نكون في محضر الآبِ. ثِق به لأنَّه سيساعدك في اختيار الطريق الذي يجب أن تسلك به لتتمِّم عملك.
دَع القدير يقودك لأنَّ طرقه كاملة، وفقط يجب اتِّباع إرشاده. فإذا تبعت توجيهاته لن تفعل سوى الأمور الصحيحة، وأن تكونَ على شركةٍ مع الله هو أمر قيِّم للغاية. والآن، كيف لك أن تصغيَ له في أوقات الصِّعاب إذا كانت هناك خطيَّة تسكن فيك؟ الربُّ صالح للذين يحبّونه. لذلك أحببه.
لن يعثرَ كلُّ الذين يسلكون في سبل البرِّ، ولن يخزوا أو يتمَّ التخلِّي عنهم. لكنَّ الذين يحتقرون هذا السبيل فلن يفعلوا حسناً في حياتهم. وعلى الرَّغم من محاولاتهم فلن يكونوا قادرين على الوصول إلى وجهتهم الصَّحيحة. لأنَّك بدون استقبال إرشاد العليِّ الصحيح والقوَّة للسّير، فسوف تسقط بالتأكيد.
حينما لا تعلم كيف تسأل الله عن أمرٍ ما، اُصرخ باسم يسوع، لأن محبَّة الله لاسمه ستجعله يستجيب لصلاتك. عندما توقَّف إبراهيم عن طلبته حين وصولهِ إلى العشرةِ أبرار ولأنَّه أدرك أنَّه لم يكُن في سدوم هذا العدد منهم، أهلك الربُّ المدينة (تكوين ٣٢:١٨). لكنَّه لو سأل الله أن ينجِّي المدينة محبَّةً لِاسمه، لوافق الربُّ بالطبع على هذا الطلب.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز