-
-
وَأَمَّا الْكَرِيمُ فَبِالْكَرَائِمِ يَتَآمَرُ، وَهُوَ بِالْكَرَائِمِ يَقُومُ.
(إشعياء8:32)
أولئك الذين يخشَون الربَّ كرماءٌ حقًّا. ولكلِّ جيلٍ امتيازُ استقبال بعض الأشخاصِ الكُرماء. الذين لا يفكِّرون في أنفسِهم، بل في الطريقة التي يجعلون فيها الإرادة الإلهية تسودُ، والقضاء على الخطيئة والجوع والبؤس والآلام التي يسبِّبها انفصالُ الإنسان عن العليّ. لا يوجد شيءٌ أفضل من أن تكون وكيلًا لله في وسَطِ هذا العالم الفوضوي، حيث يسيطرُ أميرُ الشَّر ويلبّي رغباتهِ.
إنَّ كرمَ هؤلاء ليسَ مثل كرمِ نبلاءِ العُصور الوسطى، الذين تلقّوا القوَّة من الملوك لمساعدتهم على إدارة المجتمع في ذلك الوقت جنباً إلى جنبٍ مع رجال الدِّين والشَّعب، حيثُ شكَّلَ النُّبلاءُ طبقةً اجتماعية في الأمم. يصبحُ العالمُ فاسدًا دون كرمٍ حقيقي، فيُعتبرُ الخطأُ جيدًا وصحيحًا. وهكذا بمرور الوقت، تكون نتيجة الاستسلام للشَّيطان أسوأ ما يُمكن.
يُصنِّفُ الكتابُ المقدَّسُ أولئك الذين يعرفون قصدَ الربِّ ويتمِّمونه كأشخاصٍ كرماء. في الواقع، يجب أن تكون هذه صفةٌ تُعطى لجميع المسيحيين الذين تمَّ خلاصُهم، لأنَّهم مدعوّون ليكونوا نورَ العالم وملحَ الأرض (متى 5: 13، 14). ولكن نظرًا لأنَّهم لا يعيشون حسبَ خطة الله، فإنَّ العديد منهم يقودون الآخرين ليصبحوا أسرى للشَّيطان. لماذا لا يصلُّون من أجلهم عوضًا عن ذلك، ما داموا يعرفون أنَّ طلبة البارّ تقتدر كثيراً في فعلها (يعقوب16:5)؟
أولئك الذين يُعلنون أنَّهم يخدمون الله، ولكنّهم يَسمحونَ بوجود أشياء قذرة في قلوبهم، مثل الرَّغبات النَّجسة والأشياء الشّريرة، يفقدون فرصة أن يستخدمهم الربُّ بطريقةٍ لائقة. لا تكن مسؤولاً عن زيادة الفساد الذي يقضي على المجتمع والعائلات. امتلِك السُّلطان الذي أعطي لك باسم يسوع، واصنع فرقاً.
إذا كنت تعيش تحتَ سيطرة الشَّهوة أو الطَّمع - الرِّغبة في خيرات الآخرين وزوجاتهم-، فأنت تستبدل إمكانية أن تكون خادماً لله بصفةِ القذارة على الأرض. لذلك اركض إلى أحضان الربّ، ولا تساهم في أيٍّ من خطط العدوِّ. تذكر أنك في المَسيح أكثر من منتصرٍ.
اختبِر نفسَك وارجع لخدمة الله، فقد دعاك لتكونَ من فريق النُّخبة في العالم: أناسٌ يَسعون جاهدين لتحقيق خططهِ. لا تتسبَّب بضررٍ لأيّ شخص وإلَّا ستؤذي نفسَك. أولئك الذين يسجدون أمام عظمة الله وقوَّته سوف يُدركون دائمًا أنَّ موقفهم قد أنقذَهم من أعمالِ مملكة الظلام.
نحنُ بحاجة إلى أشخاصٍ يفكِّرون ويخطِّطون ويخلقون الأشياءَ التي تبني. أولئك الذين يقرِّرون أن يكونوا كرماءً ويعيشون بهذه الطريقة يبقونَ صامدين دائماً. هذا هو اختيارك! لم يخلقْ العليُّ طبقةً وضيعةً من النَّاس، لكنَّه أعطى كلَّ ما هو ضروريٌّ حتى يكون أولاده مثله: ليعملوا أعماله الصَّالحة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز