فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ

(صموئيل الثاني5:12)

سوف تقودُ نفسَك إلى قراراتٍ خاطئة إذا كنتَ متسرِّعًا في الإجابة، ممَّا يؤدي إلى نوع من الخسارة. لذلك، يجب أن تكون متيقظًا مع كلّ ما هو أمامك. حتى لو أخبرك قلبُك بما يجب عليك فِعله، صلِّ وانتظر توجيهات الله. لا تتصرَّف خارج الكلمة أبدًا، لئلَّا تجد ناراً غريبة في قلبك، الذي هو مسكنُ الربّ.

ثارَ غضبُ داود بشكلٍ كبيرٍ على الشَّخص الذي استخدَمه النَّبي ناثان في المَثل، وأعلنَ أنه يجب أن يعاني. ولكن لم يكنْ يعلم أنّه كان ذلك الشَّخص. لا يُمكنُ إخفاء الخطيئة، لأنها تبقى مثل العلامة التي نالها قايين في العالم الرُّوحي، والتي رافقته أينما ذهب. لا تظهر كمخالفٍ بل كشخصٍ يعرف كيف يخدم الله في كلِّ لحظةٍ.

لو كان داود قد صلى عندما رأى بثشبع وهي تستحمّ، لَما شعر بالشَّهوة التي ملأت نفسه ولم يكن قد ارتكب الزِّنا، وبالتالي جلب الدَّينونة على نفسه. كُنْ حذرا لأنَّ الشَّيطان يريد أن يقودك إلى صفِّه. وإذا لم تكن متيقِّظًا، فستكون جزءًا من مجموعة الزُّناة، الذين يُحظر عليهم دخول ملكوت الله. إذا كنتَ قد وقعتَ بالفعل في الخطيئة، فاطلب التوبة.

لقد علَّمنا المسيحُ أن نسهر ونصلّي (متى41:26). ولكن حتى مع معرفة ما حدث لأبطال الكتاب المقدس الذين لم يكونوا ساهرين وبالتالي سقطوا بالخطايا، علينا أن نتجنَّبَ أن يقودنا العدو إلى الخيانة، فعلى الرُّغم من أن يكون ابنُ الله ممسوحًا، لكنَّه جسدٌ مثل أيِّ شخصٍ آخر وقد يرتكب أفعالًا تحكم عليه إذا لم يتبع توجيه السَّيد. لذلك من الأفضل أن تأخذ تحذير الربِّ بجدِّية.

كان هناك رجلٌ غُفِر له دينٌ عظيم من بين أمثال يسوع، لكنَّه طلب من مَدينٍ آخر له أن يدفع له الدَّينَ. فخسرَ غفرانه وحصلَ على حكمٍ جديد مع دين أكبر بكثير (متى18: 34-35). الرَّحيمُ ينال الرَّحمة، ومن يقود الجاني إلى التوبة والمغفرة يُعامل بنفس الطريقة. اتبع المثَلَ.

لم يمتْ داود بالحكم الذي أعلنه ضدَّ الرَّجل في مثل ناثان لأنَّ الله لا يتصرَّف وفقًا لِما نقول، بل وفقًا لرحمته ومحبَّته. إلَّا أنَّ هذا الفعل فتح باب بيته ليدخل الشَّر إلى عائلتِه، وكما أعلنَ حدثَ له. اليوم يُغفر لكلِّ من يعترف بذنبهِ، ويُحَصّن من أفعال الشَّيطان.

عندما علمَ داودُ أنَّ ما فعله قد تمَّ اكتشافه وأنَّ شرَّه ضدَّ أوريا سيكون مكلفًا، أدرك خطيَّته، معترفًا أنه قد أخطأ ضدَّ الربّ. ولكن بما أنه عاش في العهد القديم، في الوقت الذي لم يكن فيه دمُ المسيح يعمل، كان عليه أن يدفع ثمنَ ما فعله. أمَّا اليوم فيغفرُ الله لنا ويطهِّرنا مجاناً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز