قوة الإيمان

إضَاعةُ الوقْتِ في القَلقِ بِشأنِ المُستقبل أو الاهتِمامِ بالأشياءِ العِديمةِ الفَائدةِ، لا يُرضي الرَّبَّ، لِذلك، بَدلاً من ذَلك يَجبُ عَلينَا أن نَهتمَ بِقضاءِ وقتٍ أكبر فِيما يَجعلنَا نَنمو في الإيمانِ، لأنّ هَذا هو الهَدفُ الأسَمى لإرضَاءِ الرَّبِّ (العبرانيين 11: 6).

العَقلُ البَشري يَستطيعُ أن يَجدَ العَديدَ من الحُلولِ لأنواعٍ كَثيرةٍ من المَشاكلِ، لكنْ ليْسَ لِكُلِّ شيء. فَعندمَا نَتعرّضُ للهُجومِ، يُمكننَا استِعمالَ وسَائلِ النَّجاةِ؛ لكنْ، ليْسَ كُلّ مَا نَستعملهُ دَائما يَكونُ فَعالاً، لأنّ هُناكَ قَضايَا لا يُمكنُ مُعالجتُها بَالوسائلِ الطَبيعيةِ. لكنْ، الذي في المَسيحِ لديهِ القُدرةَ كي يغلبَ الصُّعوباتِ. وأخيراً، قَال يَسُوع، أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا (يوحنا 11: 25). إذن، بما أنَنَا أصَبحنا مَملوئينَ بِقُدرةِ الرَّبِّ العليِّ، وهو الذي يَقُودنَا، فنحنُ إذن نَستطيعُ أن نَعملَ أعَمالَ المَسِيح. لِذلكَ، يَجبُ عَلينا أن لا نَدعَ اليَأسَ ولا التَّعبَ يُسيطرُ عَلينَا.

يَرتكبُ خَطأً كَبيراً كُلُّ من يَرفضُ اللُّجوءَ إلى الرَّبِّ الإلهِ ويُحاولُ حَلَّ مَشاكلهِ بِنفسهِ. فَجيّدٌ هو البَحثُ عنْ حلٍّ للمُشاكلِ، لكِنْ عَلينَا أن لا نَترُكَ الإرشَاداتِ الإلهيةِ جَانِباً، فَمهمَا كَانَ اهتمَامُنا، لنْ نَستطيعَ أن نَكونَ كَاملينَ أبداً. فَيجبُ أن نَهتمَ دَائماً بِنموّنَا في الإيمَانِ. لأنّهُ فَقط أولئِكَ الذِينَ يَقْضونَ وقتاً أطول تَحتَ الصَّليبْ لديهِم الإجابةُ على كُلِّ شَيء (رومية 8: 37).

يَهتمُّ البَعضُ بَالبحثِ عنْ حَلٍّ لمُشكلةٍ مَا بِأنفُسِهم لكِنْ دُونَ جَدوي، لكنّ هَذا لا يُرضِي الرَّبَّ ولا يَجعلُ القُدرةَ الإلهيةَ تَعملُ من أجَلهِم. فَأولئِكَ فَقط الذِينَ لدِيهم قلبٌ مَملوءٌ بالإيمانِ بالرَّبِّ، يَعملُونَ حَسبَ مشيئةِ السَّماواتِ، ويَحصلُونَ عَلى ما يَشْتهون (مزمور 37: 4). بالإضافةِ إلى ذَلك، كُلُّ من يَعيشُ في شَركةٍ مُستمِرةٍ مَع الرَّبِّ - يَكونُ مَمْلوءًا بَالقُدرةِ السَّماويةِ، ومُسَاقاً بِالرُّوحِ القُدُسِ - يُمكنهُ عَمل نَفسِ الأعَمالِ التي كانَ يَعْملها يَسُوع وأَعْظَمَ مِنْهَا (يوحنا 14: 12).

استعِد وكُنْ حَذِراً في وسَطِ أي تَجربةِ تَقعُ فِيها، دعْ عَيْناكَ مَفتوحَتان على مَصْرعِيهِمَا، ولا تَدعْ اليأسَ يُسيطرُ على قَلبِكَ ولا القَلق يَتغلّبُ عَليك. فَكُلّ شيءٍ بِالإيمانِ مُسْتطاعٌ (مرقس 11: 23).

يُخبرُنا الإنْجِيل عنْ عَددٍ مِن خُدامِ الرَّبِّ الذينَ انتَصَروا على أقَسى التَجَاربِ، فَقط لأنَّهُم وضَعوا ثِقتهُم في الرَّبِّ. وقدْ تَمَ تَدوينُ هَذه القِصصَ كَنماذِجَ لكي نَتَمثّل بِها. فَعَلينا فَقط أن نَسعى مِن أجلِ إرضاءِ أبانَا، لأنّهُ الوحِيدُ الذي لدِيهِ الحَلُّ لكُلِّ مَشاكِلنا - وإرَادَتهُ هي الأفَضَلُ دَائماً لأبْنائهِ.

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز