-
-
تَرَنَّمِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ! اهْتُفْ يَا إِسْرَائِيلُ! افْرَحِي وَابْتَهِجِي بِكُلِّ قَلْبِكِ يَا ابْنَةَ أُورُشَلِيمَ!
(صفنيا ١٤:٣)
إذا اقتربَ شخصٌ مبشِّرٌ من المؤمنين المسيحيِّين أثناء الصَّلاة، فستكون هناك شكوكٌ حول ما تمَّ تعليمه عن صلاح الربِّ. فمن المُحتمل جداً أن تكونَ قادراً على سماعِ العديد منهم يتذمَّرون من أنَّ مشاكلهم قد زادت، بالإضافة إلى عدمِ شفاء الله لهم.
هل يُمكن أن يخدعَ الربُّ الذين يؤمنون به بينما هناك العديد من الوعود التي قطعها في الكتابِ المقدَّس؟ ماذا نذكرُ من الأمثلة التي تركها السيِّد الذي عالجَ كلَّ شيء وحلَّ الكثير من المشاكل المستعصيَّة؟ فهل يمكننا أن نفعلَ ما فعله؟ ألم نفهم تعاليم الكتاب المقدَّس أم أنَّنا نحاول تغيير الطريقة التي تصرَّف بها لإجباره على وجودنا؟ يبدو أنَّ العديد من الأسئلةِ بحاجة إلى إجاباتٍ.
يجب أن نفهمَ كيف يعمل الله، لأنَّه حتى لو كان هناكَ إيمان، فإذا لم تكُن هناك معرفةً، فلن يستطيع الربُّ أن يفعل الكثير لمن يطلبونَ مساعدته. لأنَّهم لا يعرفون حقوقهم ولا كيف يمارسونها، فإنَّ شعب الله قد هلكَ ووعوده لم تتحقَّق. حتى وإن كنَّا مخلَّصين، إلا أنَّنا لا نتوخَّى الحذر في التوقّف عن الممارسات التي نحبُّها ونمنع اللهَ من التشفُّع من أجلنا. لذلك، يجب علينا العملَ بحسب النَّموذج الموضَّح.
يعاملنا اللهُ ككنيسةِ يسوع بدعوته لنا "ابنةَ صهيون وإسرائيل وابنةَ أورشليم"، ويعلِّمنا أن نغنّي بفرحٍ ونبتهج وننتصر وأن نبقى في محضرهِ. لذلك، يجب ألا ندع الحزنَ يسود في حياتنا أبداً لأنَّنا قد تحرَّرنا من قوى الظلام، ولهذا السَّبب لا يمكننا السماحُ لأعمال الشرِّ بالسيطرة علينا مرةً أخرى.
يجب أن تغنِّي أفواه المخلَّصين بفرحٍ وسرورٍ بالأعمال التي قام بها يسوع لأجل البشريَّة، لأنَّ ما فعله أعظم بكثير مَّما نتخيّل. وبالإضافةِ لذلك، علينا أن نتصرَّف بطريقة يظهر بها فرحُ الربِّ فينا ولنا عندما نقرأ الكتاب المقدَّس ونفهم ما يخصُّنا. تأتي هذه النِّعمة من الله والفرح الإلهي السَّاكن فينا، وهكذا ستعمل قوَّة القدير في حياتنا.
لماذا تحزن أو تقبل أن ينزع أيُّ شيء فرحكَ منك؟ إذا سمحت للحزن أو أيِّ شعور سلبيٍّ آخر بالدخول إلى حياتك، فستفقد بالتأكيدِ حضور الله. ابتهج دائماً كجزءٍ من كنيسة يسوع، لأنَّك تحرَّرت من كلِّ شرٍّ من خلال الإيمان به، وتتمتَّع بإمكانيَّة الوصول إلى كلِّ ما يخص الله. فلا تسمح أبداً للعدوِّ باستخدامك للتغلُّب على مجد الله فيك.
وبعد كلِّ شيء، لا تحرمْ قلبك من نعمةٍ ستجعلك بصحةٍ جيِّدة وسعيداً. وابتهجْ من كلِّ قلبك، واذكر أنَّك "ابنة صهيون وإسرائيل وابنة اورشليم". وعِش حياةَ التَّرنم بفرحٍ وابتهاج وهتافٍ بالرّوح القدس. إنْ أعطاك اللهُ روحه فلا تحيا عبداً للشَّيطان. يا ربُّ ارحم!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د.ر.ر. سوارز