-
-
فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا (متى 6: 31، 32).
احذروا مِنَ القَلق، لأنّهُ مِن الأشياءِ التي تَجعُلكَ غَيرُ مُثمرٍ، فهوَ يُبرهنُ على عَدمِ ثِقتكَ في الرَّبِّ. نَفشلُ دَائماً في تَحديدِ أولوِياتِنا، بِأن يَكونَ مَلكوتُ اللهِ وبِرُّهُ أولاً وقَبل أيّ شيءٍ آخر. لأنّ الأشياءَ الأُخرى ليْسَ مِنَ الضَّروري أن نَطلُبها، لأنَّها سَتكونُ لنَا في الوقتِ المُناسِبِ. تَأمّل وفَكِر مَليّاً في هَذه الوصْفةُ البَسيطةُ مِن الرَّبِّ الإلهِ، لتَحصلَ على الكَثيرِ من البَركاتِ الأُخرى.
يَفتحُ القَلقَ بِالتأكيدِ الطَريقَ للعَدُوِّ لشنِّ هَجماتهِ الوَحشيةَ، لأنّ العَقل الخَائفَ قدْ يَجعلُ الشَّخصَ يَسمعُ لصَوتِ العَدُوِّ، ويَرى وجُوهًا مُرعبةً، ويَشعرُ بِضرورةِ الانْتقامِ لهُ والثّأر مِنهُ، وقد يُصابُ بأمراضٍ مُختلفةٍ - كَما عَلى سَبيلِ المِثالِ، هُبوطُ الضَّغطِ – وأيَضاً يَتنازلُ عنْ أحَلامهِ ويَتحوّلُ إلى الإدْمانِ، والإجْرامِ، وإلى الزِّنى وغَيرُهَا. بِالإضافةِ إلى هَذا، إنّ العَقَل المُضْطربَ، لا يَجْعلكَ تُثمرُ ثَمرَ الرُّوحِ (غلاطية 5: 22-23)، ويَصِيرُ إيمَانكَ ضَعيفاً، ومَريضاً ومُلوّثاً أيضاً. فَالمُعاناةُ تُسببُ اضطِراباتٍ عَقليةٍ، تُدمِّرُ الزَواجَ، وتُؤدي إلى الإفلاسِ وفقدِان المُمْتلكاتِ، وتَمنعُ المَسيحي من سَماعِ صَوْتِ الرَّبِّ، وبالتّالي لا يَستطيعُ اتِخاذِ القَرَاراتِ الصَّحِيحةِ في الحَياةِ، لِذلك مَرةٌ أخرى، أن تَكون قَلقاً يَعني أنّكَ لا تثقُ في الإلهِ القَديرِ. فمَنْ يُؤمنُ يَتّخذُ قراراً ويَنتظرُ الرَّدَ من السَّماء.
قد سَمعتُ خُداماً كَثيرين يَقولونَ أنّ الرَّب يَشغلُ المَكانَ الأول في حيَاتِهم، ثُم تَأتي العَائلةُ، وحينئذٍ مَلكوتُ اللهِ. وهَذا يُسبّبُ نِزاعاً كَبيراً، لأنّ وضَع الرَّبّ العَليِّ في الأول يَعني طَلبُ مَلكوتِهِ قَبل كُلِّ شيءٍ. وقَبل العَائلةِ، ويَجبُ أن نَطلبَ ملَكوتُ الله وبِرِّهِ أيضاً، وحينئذٍ، سَيكونُ بَيتُنا مُباركاً.
انحرفَ خُدامٌ كثيرون عنْ الطَريقِ السَّليم، لأنَهُم تَركوا قُلوبَهم تَمتلئُ اهتِماماً بالأموِر الأخرى المُرتبطةُ بالعَالمِ. لكنْ، لو أنَهُم طَلبوا مَلكوتَ الرَّبِّ وبرِّهِ لكانَ أيسرُ لهُم بِكثيرٍ، لأنّهُ يَمنعُ الألمَ والمُعاناةَ - وكُلِّ مَا يَستطيعُ أن يُحْضِرُه من شرٍّ - وأن يَعمل "كَسيّدٍ" عَلى حَياةِ الإنسانِ.
أمَّا منْ لا يَقلق أبداً، ويَتبعُ إرشَاداتَ الرَّبِّ العليِّ، سَيرى أن البَاقي ليْسَ بِحاجةٍ بأن يْطلبه، لأنّه سَوف يُوهَبُ لهُ. إذنَ، لكي نَعيشَ أحَراراً مِن المَشاكِلِ ونَحصلُ على البَركاتِ الأخَرى، فَالذي يَجبُ أن نَفعلهُ هو أن نَضعَ الأمُورَ المُعيّنَة مِن الرَّبِّ في الأول. وهَذهِ الوَصفةُ لعَلّها تكونُ بَسيطةٌ، لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ (سفر الأمثال 8: 35). ومَن يَتبعُ تَعاليمَ يَسوعَ يَكتشفُ، أنّه بِهذهِ الطَريقةُ، يحْصلُ على العَمل الإلهي.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز