-
-
طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ. أَيْضًا لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْمًا. فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ.
(المزامير ١١٩: ٢، ٣)
طوبى للذين يحفظونَ شهادات العليِّ المُوضوعة في كلمة الله، لأنَّهم سيحصلون على البركات المعيَّنة لهم من خلال تلقِّي تلك الشَّهادات. فإنَّ الذين يتمِّمون ما يتعلَّموه من الكتاب المقدَّس لن يفشلوا أبداً وسوف يسرّون الربَّ. وهذا هو سببُ قول الربِّ عن داود أنَّه "كان رجلاً حسب قلبهِ" (أعمال الرسل ٢٢:١٣). ثمَّ إنَّ ابن يسَّى كان يسعى دائماً لمعرفة المشيئة الإلهيَّة وفعلها على الفور.
من المهم أن تطلبَ الآب بكلِّ قلبك، وإلَّا لن تجده أبداً. لذلك، حتى وإن صلَّيت وصُمت واشتركتَ بجميع نشاطاتِ الكنيسة، فلن تنجح أبداً. فإنَّ الطريقة الوحيدة لإرضاءِ الله هي السلوكُ في الإيمان، وهذا الأمر لا يتطلَّب منَّا جهداً كبيراً أو دموعاً أو نواحاً أمام الربِّ أو ترديد الصَّلوات. لكن أن نعبد الربَّ بفرحٍ وصدقٍ.
سوف يحضرُ الله حالاً في حالِ وجود الإيمان. لكن يجب أولاً أن يتطهَّر من الخطيَّة قلبُ الذين يطلبون معونته، ويتمَّ هذا من خلال التوبة الحقيقيَّة. تذكَّر أنَّه يعلم كلَّ شيء، لذلك إذا كان هناك أي تصرُّف خاطئ فيك، فسوف تضلُّ نفسك لأنَّك لن ترى وجه الربِّ. ثمَّ إنَّ الله العالمُ بكلِّ شيءٍ يستمع فقط للذين لا يكذبون.
عندما لا يكون قلبُ الذين يطلبون صلاح الربِّ في حالة إيمان، وبالرَّغم من رغبتهم في الحصول على الاستجابة حقاً، إلا أنَّهم لن يجدوها بسببِ أمرين: أولاً، يستحيلُ إرضاء الله بدونِ إيمان. وثانياً، كلُّ ما هو ليس من الإيمان فهو خطيَّة. لذلك، امتحن نفسك الآن واعرف ما يراه اللهُ فيك عندما ينظر إليك. وإذا وجدتَ أيَّ تصرُّف سيئ في حياتك، فهذا يعني أنَّك لست ضمن علاقة جيِّدة مع العليِّ، ولهذا السبب لا تنال ما طلبته. يجيب الربُّ فقط الذين يسلكون في "الحقِّ".
من الضروري تجنُّب ممارسة الإثم، وإلَّا سيكون الربُّ خصماً للذين لا يعاملون الآخرين بمساواةٍ، وفي عدَّة حالات يستغلّون براءة شخصٍ أو حتى احتياجاته. إنَّ الله قدّوس وعادل، ولذلك لن يتبنَّى تلك المواقف. يحبُّ الآب السَّماوي الجميع، وفي ذات الوقت لا تسمح له قداسته بأن يمدَّ يد العون للذين يسمحون للشرِّ باستخدامهم. إذن، عامل الجميع بالمساواة وهكذا سوف تسرُّ الله.
يعدُّ السير في طرق العلي أمراً مفيداً ومثمراً، ولأنَّك بهذه الطريقة لن تفعل ما يريده الشيطان. يجعلك الله تعرف سبله لكي تتصرَّف مثله، وهذه هي الطريقة الوحيدة لك لتتصرَّف بشكلٍ مناسب. إلا أنَّ الذين يحيدون عن هدف الربِّ يفعلون بذلك إرادة العدوِّ، وبالنتيجة تظهر أعمال هذا الكائن المخادع في حياتهم.
من الجيِّد رؤية كيف تقوم باتِّخاذ قراراتك. فهل تتخذ من الكتاب المقدَّس أساساً تستند عليه، أم أنَّك تتصرَّف بناءً على رغباتك؟ والآن، تعلن الكلمة أنَّ قلب الإنسان مخادع ونجيس (إرميا ٩:١٧). لذلك، ابداً في العيش بحسبِ تعاليم الكتاب المقدَّس، واسلك في النور بدون التعثُّر بالعقبات. وكُن منتصراً دائماً!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز