-
-
نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.
(١ يوحنا ٥: ١٨)
سوف نعرف بوجود أمورٍ لسنا بحاجةٍ أن نصلِّي من أجلها. عندما يعلن الكتاب المقدَّس بشأن انتماءِ أمر معيَّن لنا، فلا نعود بحاجةٍ لطلبه. فحينما ترى في الإنجيل وعداً محقَّقاً، اعتبره ملكاً لك. والآن، إذا لم يتحقَّق شيء حتى هذه الَّلحظة، انتظر الوقتَ المناسب ولا تغلق قلبكَ أمام ما يريد اللهُ أن يعلنه لك في الكتاب المقدَّس. فسعادتك تعتمد فقط على ما تتعلَّمه من الربِّ.
لا يوجد فرقٌ بين أولادِ الله، مهما كان السبب. فكلُّ الذين وُلدوا منه لن يسقطوا في الخطيَّة ولن يتصرَّفوا بطريقة غير مريحةٍ ولن يكونوا مُحتقرين بسبب قراراتهم. إنَّ الخطيَّة هي فقدان الهدف وهي عدم اتِّباع التعاليم الكتابيَّة والازدراء بما أُعلن أنَّه لك ومن حقوقك ومسؤوليَّاتك. لذلك، لا تنسَق وراء الأحاديث المخالفة للمكتوب، لأنَّها تأتي من العدوِّ.
إنَّ الولادة الجديدة هي مفاجأة كبرى نلناها عندما أتى يسوعُ. وبالرَّغم من مرور ألفي سنةٍ على ذلك، إلا أنَّ غالبيَّة البشريَّة لا تعرف عنها شيئاً، ولن يدخل أحدٌ إلى ملكوت الله من دونِ اختبارها. يا لها من مأساةٍ! يوجد هناك الكثير من الناس الذين يكرِّسون أنفسهم لدياناتٍ أخرى وليس لملكوتِ السَّعادة، لأنَّهم لم يولدوا ثانيةً من الكلمة والروح القدس. لذلك، يجب أن نكرز لهم بالإنجيل!
ينال بركة عدم ارتكابِ الإثم فقط الذين وُلدوا من جديدٍ. يُمكن لأيِّ شخص تكريس جسده ونفسه للأعمال الخيريَّة، وبإمكانهم استخدام كلِّ ثروتهم لمساعدة المحتاجين ومن المحتمل أيضاً أن يموتوا في سبيلِ وطنهم أو حتى من أجلِ الإنجيل، لكنَّهم ما لم يولدوا ثانيةً فلن تكون السَّماء مصريهم الأبدي. الرحمة يا ربُّ! لكن هذه هي الحقيقة. فيجب علينا الكرازة بكلمةِ الله كاملة، وإلا لن يحدث أمرٌ جيِّد.
إنَّ الولادة الجديدة أمرٌ شخصيٌّ وغير قابل للتحويل. فعندما تتمُّ ولادة روح الشخص من الربِّ ويصبح خليقةً جديدة في المسيح، يصبح بإمكانه رؤية ملكوت الله والدخول إليه، ولن يحيد عن الهدف بهذه الطريقة. ومن الآن فصاعداً، سيحفظ نفسه ويسيطر على التَّجربة والشرِّ في حال مهاجمته. لا يخشى المخلَّصون شيئاً يأتي من العدوِّ، لأنَّ الذين حرَّرهم يسوع قد تحرَّروا كاملاً من كلِّ شر.
هذه هي مهمتُنا الآن: أن نحفظَ نفوسنا. لذلك، لا تسمح لذهنك بالامتلاء من الرغباتِ الخاطئة ولا لجسدك من المرض والألم، لأنَّك نلت الشفاء مسبقاً بجلداتِ يسوع. فعمله بحمل أمراضنا وخطايانا هو أمرٌ حتميٌّ، ولن يضعَ الله علينا ما وضعه على ابنهِ الوحيد. وأيضاً، لا يقدر إبليسُ أن يأمرنا بأن نعاني ما تحملَّه المسيح عنَّا.
لن يمسَّ الشرير كلَّ الذين يتَّبعون الإرشادات الإلهيَّة. لذلك، يجب أن يكونوا يقظين، وأن يصلّوا عندما يلزم الأمر لكيلا يسقطوا في فخاخِ إبليس. فكلُّ ما يستطيع فعله هو تجربتك فقط. لكنَّك الآن إذا لم تتمسَّك بما يقوله الإنجيل، فسوف يجعلك تشعر بالأمور الصعبة التي تحمَّلها يسوع. فقاومه وتحرَّر منه!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز