-
-
لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأَبَدِ. وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ.
(صموئيل الأول ٢: ٣٠)
إنَّ الانتباه إلى قراراتِ الربِّ أمرٌ هامٌّ للغاية لكونها مشروطة. يتحدَّث الكتاب المقدَّس عن خلاصنا كشيءٍ حقيقيٍّ، لذلك لن يُلغى أبداً. ومع ذلك، يقول يسوعُ إنَّه سوف يخلص فقط الذين يصبرون (متى ٢٤:١٣). يرينا هذا الأمر أنَّه يمكن لمواقفنا أن تؤذينا وأن تقودنا إلى خسارةٍ أبديَّة، حتى وإن نلنا الخلاص مسبقاً. لم يعِر عالي الكاهنُ أهميَّة لخطيَّة أولاده، ولهذا السبب أُلغي كلُّ وعد له.
لم ينكر اللهُ ما قاله لعالي، لكنَّ الوعد فقد قيمته بسبب ضعفه. كم كان يوماً حزيناً بالنسبةِ لذاك الكاهن وعائلته! ما يؤسف حقاً أنَّه من الممكن أن يحصل ذات الأمر اليوم مع الكثيرين الذين وعدهم الربُّ بالبركة، لكنَّهم لم ينالوا تلك البركة لأنَّهم استسلموا للخطيَّة. لذلك، تعلِّمنا الكلمة بأن نحافظ على ما لدينا لئلا نخسر إكليلنا (رؤيا يوحنا ١١:٣). إذن، كُن يقظاً وصلِّ!
يرينا العليُّ من خلال إلغاء القرارت الماضيَّة بأنَّه السيِّد. فضع في اعتبارك بأنَّ القدير لا يشبهنا، لكنَّه صاحب السيادة في كلِّ موقف. وبالرَّغم من أن يسوع يدعونا أحباءه، إلا أنَّه لا يجب أن ننسى بأنَّه رأس الكنيسة: السيّد علينا. إن احترام وإكرام المخلِّص لأمرٌ جيد دائماً ويجب أن تتمَّ ممارسته. لكنَّ الذين لا يخشون الربَّ، يستثنون أنفسهم من الخلاص!
لم يعُد الربُّ يكرم العطيَّة التي أعطاها لعالي. لذلك، سوف يخسر الوعود كلُّ الذين استثمروا في السّلطة وتركوا أنفسهم تنساق وراء الشَّهوات. فإنَّ خدام الربِّ مثقَّلون بالالتزام في خدمته بقداسةٍ وبكلِّ قدرتهم. إذا خاب ظنَّك بشخص ما، فلا تتبع مثاله السَّيئ ولا تنتقم كذلك من أفعاله السيئة. وحتى لو كان شخصاً غير أمين معك، فابق أميناً معه، لكي لا تنكر شخصَ الربِّ الأمين معك.
يقول الربُّ بأنَّه يكرم الذين يكرمونه. لذلك، وبِّخ جميع الأقارب والأصدقاء والإخوة في المسيح الذين تأثَّروا بالشرِّ، لأنَّهم صاروا رجساً. وإذا لم تكُن هناك توبة صادقة، فسوف يخسرون خلاصهم ويُطرحون في بحيرة النار والكبريت إلى الأبد. ثمَّ، لن يكرم الربُّ الذين لا يكرمونه. يا لها من خسارةِ كبرى سيواجهها ذاك الشَّخص! فتُب، إن كانت هذه هي حالتك!
إن عدم الاكتراث بالبعيدين عن "الطريق" هو أشبه باحتقار الربِّ، وسيصغر كلُّ الذين يفعلون ذلك؛ أي يصبحون مُحتقرين. يجب أن تتمَّ طاعة الكلمة كاملةً وأن لا تُنسى أبداً، حتى ولو كان صديقك من يرتكبُ الإثم. فمن خلال عدم استخدامكَ عصا التوبيخ خوفاً من إهانةِ المخطئين، فأنت في الواقع تسيئ إلى الله، وهو أمرٌ يفوقه سوءاً.
لو استخدم عالي كلمةَ الله للتوبيخ في المرَّة الأولى التي أخطأ فيها أولاده، لكان من المُحتمل أن يتمَّ إصلاحهم، ولثبتت خدمةُ بيته، التي كان يجب أن تظلَّ إلى الأبد. لكنَّه دفع ثمناً باهظاً لأنَّه تصرَّف بشكلٍ خاطئ، فمسؤوليته تجاه الربِّ كانت كبيرة.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز