-
-
لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ (متى 6: 33).
أوصَانا الله أن نَطلبَ مَلكوتهُ أولاً: القَداسَة، الشِّفاء الإلهي، النُّمُو، مَواهبُ الرُّوحِ القُدس، مَشيئةُ الرَّبِّ، الكَنيسةُ الحَيّة. فَواجبٌ عَلينَا أن نَطلُبهَا! وهَذا يَتمُّ من خِلالَ الصَّلاةِ، والجُلوسِ معهُ، وقراءةِ كلمتهِ، والتَأملِ فِيهَا. لذلك يَنبغي أن نَملأ وَقتنا بِها، ولا نُفكرَ في شيءٍ آخر. وبِذلك سَنعيشُ، ونَعملُ ونَحصلُ على لحظاتِ رَاحةٍ، يَكونُ لنا فِيها شَركةٌ مَع أُسَرَنَا ومعَ أشَخاصٍ آخَرين؛ لكنْ، بِعكسِ الخَاطئ الذي يَعيشُ ويُفكرُ في الذّنوبِ فَقط، أو الأنَانيّ الذي يُفكرُ في نَفسهِ فَحسب. لِذلكَ أخوتِي يَجبُ أن نَطلبَ مَلكوتَ الله أوّلاً، ونَملأ بهِ الفَراغَ الذي في حَياتِنا كُلَّ وقتٍ.
القَدَاسَةُ – إنّ الشَّرط لطلبِ المَلكوتِ هو القَداسةِ - بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ (العبرانيين 12: 14). يَجبُ أن لا نَسمحَ لأفكارِنَا بأن تَكونَ مَشغولةً بِما في العَالمِ، بلّ بِأمورِ الرَّبِّ. ونَعلمُ أنّ الجَسدَ يُجاهدُ ضِدّ الرُّوح، فِيجبُ أن نَكونَ مُنتبهينَ لكي لا نَسمحَ للعَدوِّ بِاستعمالِ أفكارِنا لفعلِ الخَطية (غلاطية 5: 17). فَلابُدَّ أن نَفتكرَ في كُل مَا هُو طَاهرٌ (فيلبي 4: 8).
الشِفاءُ الإلهي - ولأنّ جَسدنَا هو مَسكنٌ للرُّوحِ القُدس، فَيجبُ عَلينَا الاعتِناءَ بِه، نَظيفاً طَاهراً، سَليماً ومُقدّساً. لِذلك، وعِندَ ظُهورِ عَلامةٌ لأيّ مَرضٍ، يَجبُ عَلينَا أن نَطلبَ الشِّفاء الإلهي، لأنّهُ لنَا بِالتأكيدِ.
النُمُو - تعلمنَا من الكَلمةِ، أنّ نَموّنَا يُسِرُّ قَلبَ الرَّبِّ. إذاً، لمَاذا نَمنعُ هَذه الفَرحةَ عنْ إلهِنا؟ فَالازدهار لا يَعني تَكديسَ الثَروةِ فَحسب، إنّما يَعني أن نَنمُو روحياً أيضاً. في المَاضي، أي زمنُ الشَريعةِ، كَان كُلَّ من يَخدمَ الرَّبِّ ويُصْلِحُ طَرِيقَهُ حِينَئِذٍ يُفْلِحُ (يشوع 1: 8). وهَذه القَاعدةُ مُستمرةٌ لمنْ يَطلبُ مَلكوتَ الرَّبِ.
مَواهِبَ الرَّوحِ القُدس - حِينمَا نَعتمدُ بالرُّوحِ القُدس، نَنالُ قُوّةً (أعمال الرسل 1: 8)، لكنْ، يَجبُ أن نَطلبَ المَواهِبَ الأعَظمَ لإظهارِ قُدرةِ الرَّبِّ. فَهُناك ثَلاثُ مَواهبٍ: الإيمانُ، الشّفاءَ وعَملُ المُعجزاتِ.
مَشيئةُ الرَّبِّ والكَنيسةُ الصَّالحةُ - أخيراً، طَلبُ مَلكوتِ الرَّبِّ، يَعني الاقترابَ من المَشيئةِ الإلهيةِ. ونَجدهَا في الكِتابِ المُقدّسِ، وبِواسطةِ شَهاداتِ الرَّبِّ. وهي لا تَقودنَا لتنفيذِ مَشيئتهِ فَقط، إنّما تُساعدُنا أيضاً في العُثورِ على الكَنيسةِ التي يَجبُ أن نَخدمهُ فِيها ولا يَجبُ أن نَنفصل عَنها إطلاقاً.
إذاً يا أخي، اطلبْ مَلكوتَ الرَّبِّ فَقط، وسَوفَ تُزَادُ لكَ بركاتُ السَّماء.
محبّتي لكم في المسيح
د.سوارز