-
-
لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. (يوحنا ١٣: ١٥)
كان لكلِّ ما فعله يسوع هدفاً يفوق الإدراكِ. يُمكن لأفعاله أن تعتبر مثالاً للناسِ القديسين خلال وجودِ كنيسة الربِّ هنا على الأرض. كان المسيح واثقاً في قوله إنَّه فعل تماماً كما تلقَّى من الآبِ (يوحنا ١٩:٥). بالتأكيد، لكونه شخصاً من الثالوث، والله وخالقَ كلِّ الأشياء، كانت له الحكمةُ لفعل كلِّ ما يريده، لكنَّه أوضح أنه فعل فقط ما تعلَّمه من الآبِ. يا لهُ من درسٍ لنا!
لقد قال يسوعُ إنَّ الأعمال التي عملها تشهد له بأنَّ الآب أرسله (يوحنا ٣٦:٥). فإذا كنَّا مرسَلين من الله ونفعل ما يطلبه منَّا، فسوف تشهد أعمالنا عن من الذي يقودنا. ومع الوقتِ، إن كنَّا نطيع ما يطلبه الربُّ منَّا، فيجب أن نتصرَّف حالاً، وبالتالي سنحظى بمعونته إلى حين اكتمالِ المهمَّة.
من البديهي أن يبيِّن الإنسان رأيه بخصوص أيِّ موضوع، حتى لو لم يعرف الكثير عنه؛ إلا أنَّه لا يجب إبداء الرأي حول شهادة العلي. بحسب الكتاب المقدَّس، يتمُّ العمل على أكمل وجهٍ، لأنَّ خطَّة الربِّ لا تشمل أيَّ خطأ. فهو كلِّي العلم، وبالتالي يعلم كلَّ شيء.
إذا كنَّا نسرُّ الآب، فلن نكون وحيدين أبداً. لذلك، ليست هناك حيرةٌ حول أن نفعل أو نتصرَّف بالطريقة التي علَّمنا الله إيَّاها، أو أن نبتدع طريقةً لن تفلح. إنَّ أسوأ أمرٌ هي المخاطر التي تتبع أعمال الناس، فنرى أنَّها لم تكُن ضمن خطط وأفعالِ الربِّ، فمن الممكن أن تكون هناك أعراض جانبيَّة لها. فإنَّ العقل البشري صغيرٌ جداً مقارنةً مع "العقل" الذي خلقه، وبالنتيجة أنَّه غير كامل. من الأفضل دائماً أن تثق في الآب.
يشهد لنا ما نفعله باسمِ يسوع، وكذلك شهدت أعمالُ يسوع عنه. ليست هناك طريقةٌ أفضل من طلبِ الإرشاد الإلهي والتأمُّل بتعاليمه واتِّخاذ قرار بشأن موضوع معيَّن عندما يملأ الإيمانُ القلبَ. وبنفس الطريقة التي يكون بها الإنسان الذي يخلِّصه المسيح حرَّاً حقاً، فإنَّ الذين استناروا يمكنهم نطق كلمات العدل أيضاً.
لماذا تتجاهل تعليماتِ الربِّ وتحاول التعلُّم من خبراء التَّسويق والإعلان والفلسفة وغيرها من الدَّورات التي تبهرُ الناس؟ فالذين يتبعون إرشادات الربِّ يصبحون ناجحين وأكثرَ ازدهاراً. ثمَّ إنَّ الحلَّ الذي يأتي من الله هو أبديٌّ.
تشهد الأعمال التي يتمُّ فعلها بالإيمان بالمسيح عن أنَّ الآب فينا ونحن فيه. وبإمكان هذا الأمر وحده أن يقودنا إلى التصرُّف فقط بإرشاد الربِّ. لذا، ما نبنيهُ بالمعونة الإلهيَّة كاملٌ دائماً ويفوق رؤيتنا الحاليَّة، لأنَّ الغاية الحقيقيَّة ستظهر لاحقاً. فلا تستبدل أبداً ما يعطيك أيَّاه الله بآراءِ الناس.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز