رسالة اليوم

01/05/2024 - بِالْمُسْتَقِيمِينَ يَلِيقُ التَّسْبِيحُ

-

-

اِهْتِفُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ. بِالْمُسْتَقِيمِينَ يَلِيقُ التَّسْبِيحُ

. (المزامير ٣٣: ١)

توصينا كلمةُ الله أن نبتهجَ بالربِّ بفرحِ ورضا النفسِ. هناك من يصبحون سعداءً بسبب نوالهم الشِّفاء فيعانقون الأقارب والأصدقاء، وفي بعضِ الحالات يحتفلون بطرقٍ أثيمة. لكنَّ المستقيمين يفعلون أكثرَ من مجرَّد احتفالٍ، فنراهم يبتهجونَ بالربِّ. وبلا شكٍّ، يجب أن تقدِّم للعلي شكرك من خلال فرحكَ به، بعد أن يحلَّ لك مشاكلك، وإذا كانت هناك حاجة فبإمكانك أن تتَّكل عليه.

يخسرُ بعضُ النَّاس إشراقتهم بسببِ الحزن على الأمور التَّافهة والباطلة. وفي هذه الحالة، حتى لو أنقذهم اللهُ من كلِّ المواقف الحرجة، إلا أنَّهم لن يكونوا سعداءً أبداً. يبدو الأمرُ وكأنَّه مفارقة، إلا أنَّ السَّعادة والحزن هما نفس الشيء، وأيضاً العكس. يفعلُ المستقيمون أكثر من مجرَّد الفرح بالخلاص: يبتهجون بالربِّ! افحص موقفك بينما البركات أمامك واكتشف من أنتَ.

يتمتَّع المستقيمون بالتسبيحِ، لكن لن تُقبل عبادةُ الذين يعيشون في الخطيَّة. بعد ذلك، لماذا نعيش وفقاً للعادات الشّريرة التي تجعل الربَّ يحجب وجهه عنَّا وتجعلنا خدَّاماً لأجناد الشرِّ التي يتمُّ استخدامها لتسقط الآخرين بالتَّجربة؟ ليس هناك شيءٌ يفوق أهميَّة التَّواجد في المحضر الإلهي والتمتُّع بحرّية أولاد الله. لن يسيطرَ علينا شيء عندما نكون في شركةٍ مع الله.

إنَّك تقدِّم الحمد للربِّ على ما فعله في حياتك من خلالِ العبادة، التي يجب أن تقدَّم للربِّ فقط. إلا أنَّ الله لا يمكنه فعل شيء مع الذين يسيّرهم الشرير. تتمُّ الاستجابة لصلواتِ المستقيمين، طالما أنَّهم يتبعون الإرشادات الكتابيَّة. لذلك، لا تدع أيَّ عمل أثيم أن ينمو في قلبك أو أن تفعل أموراً تبعدكَ عن الله.

يسير المستقيمون بحسبِ الكلمة، من دون الحَيد يميناً ويساراً (تثنية ١٤:٢٨). لا يتَّخذ الكثيرُ من المؤمنين تحذيراتِ يسوع على محمل الجدِّ، التي تدعوهم أن يكونوا يقظين وفي حالةِ الصلاة (متى ٤١:٢٦)، وبسببِ ذلك، لا يلاحظون أنَّ عدم رغبتهم في طلبِ مشيئة الله يوميَّاً ليست إلا سلاحاً يستخدمه العدوُّ لإبعادهم عن المحضر الإلهي. حيثُ لا يمكنهم الحفاظ على أنفسهم بعيداً عن الربِّ، ولا يسيرون في نورِ إعلان الكلمة.

يسمحُ غير المستقيمين للتَّجارب بإنشاء عشّاً في داخلهم، وعندما يعبدون الله يفعلون ذلك بطريقةٍ خاطئة، لأنَّ ما يدعونها "عبادةً" تثير الاشمئزار في السَّماء، في الواقع. يقود الروح القدس أمناءَ القلوب في كلِّ طرقهم وكلامهم. لهذا السَّبب، يرحِّب بهم بسرور "الشخص" الذي لا يطيق رائحة الخطيَّة.

يرغب العليُّ بأن يتمِّم أولادهُ وصاياه. ويثبتون بذلك حبَّهم له، وبالتالي يحبّهم اللهُ ويسوع. لكنَّهم إذا تصرَّفوا بطريقةٍ مختلفة، لن تتمَّ إعانتهم في المصاعب وسوف يسقطون. ستقودهم الاستقامةُ إلى قبول تسبيحهم، وسيزورهم الربُّ دائماً وتتمُّ استجابة صلواتهم. وسيكون كل شيء على ما يرام.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز