-
-
فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي.
(يوحنا ٨: ٣١)
أنْ نكون تلاميذ يسوعَ هي واحدةٌ من أكثرِ الأمور المشرِّفة في الحياة، لأنَّنا نصبح خدَّاماً لملك الملوك وربِّ الأرباب. سيأتي اليومُ الذي فيه سوف نُدعى للقيام بالواجبات الهامَّة في عملِ الله، ومثلما حدثَ مع التَّلاميذ الاثني عشر، سوف ننال نحن أيضاً القوَّة على طردِ الشياطين وشفاء المرضى. فقط الربُّ يعلم متى نكون جاهزين لذلك.
وعلى الرَّغم من عظمة هذا المنصبُ، إلا أنَّه من السَّهل الحصول على فريقٍ معدٍّ للخدمة. ومع ذلك، يملك يسوعُ حقَّ الاختيار. خلال خدمةِ يسوع الأرضيَّة، أتى إليه أحدُ الرجال قائلاً له بأنَّه يريد أن يتبعه، لكنَّه تراجع عندما سمع من الربِّ أنَّه ليس لابن الإنسان مكاناً ليسند رأسه. وقال المسيحُ لآخر أن يدعَ الموتى يدفنون موتاهم (لوقا ٥٧:٩-٦٠).
في الحقيقة، إنَّ الله لا يفتقر للناس لخدمته لدرجةِ أن يختار أيَّ شخص يظهر أمامه. فإنَّ الدعوة للتجهيز هي أمرٌ شخصيٌّ يتمُّ من الأعالي للمخلَّصين. لقد خاطب يسوعُ اليهود الذين آمنوا به لأنَّه كان معهم، ولو كان في البرازيل لخاطب البرازيليّين، وكذلك الأمرُ في أفريقيا، وما إلى ذلك. فالشّروط هي نفسها مع جميع الناس.
أنْ تكون متواجداً مع مجموعة مستعدّة لتمثِّل ملك الملوك، يعني هذا أن تبقى في الكلمة. في الحقيقةِ، لن يخلصَ الذين لا يصبرون إلى المنتهى (متى ١٣:٢٤). وبالنّسبة للذين لا يؤمنون بالربِّ، حتى لو حاولوا فلن يكونوا قادرين على البقاء في طريق الحياة. للأسفِ، هناك العديد من الناس المتديّنين الذين يكرِّسون أنفسهم للأعمال الصَّالحة، إلا أنَّهم لن ينالوا الخلاص.
إن الذين لا يحفظونَ أنفسهم في الكلمة، حتى إنْ كانوا قادة الكنيسة، ومن الممكن أن يُعتبروا من قبل المصلّين، لكن ما لم تؤيّدهم السَّماء فلن يكونوا كفؤاً للخدمةِ. وما يحزن حقاً هو أنَّ هذا الشخص بالإضافة إلى إصراره على خداعِ الآخرين، يقود الناسَ إلى التصرُّف بنفس الطريقة، وبالتالي لن يخسرَ نفسه إلى الأبد فقط، لكنَّه سيضلُّ معه أيضاً الذين خدعهم. ومع ذلك، يعلم الربُّ كيف يميِّز الأتقياء والأمناء (مزمور ٣:٤).
يثبت الفرد بأنَّه تلميذٌ للسيّد عندما يكون عارفاً للحقِّ، وينجو من الشدائد من دون أن يصلّي له أحد. وبحسب قول يسوع، ينال الحريَّة كلُّ من يعرف الحقَّ (يوحنا ٣٢:٨). وبهذا نستطيع أن نميِّز بين الذين هم من الله والذين يعيشون في الخطيَّة. فلن يؤخَذ المخلَّصون بعروضِ العدو. كما أنَّ الحق يظهر من ينتمي له.
هناك طريقة واحدة للتحرُّر، وهي: معرفة الحقِّ. وعندما يحدث هذا، لن تهبَّ عليك رياح العقائد. ولن يخدع العدوُّ كل الذين يتعلَّمون من الكلمة.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز