-
-
أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ
. (المزامير ٣٢: ٧)
لنا في المسيح مكانٌ ملائمٌ للاختباء من العدوِّ. لقد كتب الملكُ داود مزموراً مفاده تلك الرِّسالة، ومن المؤكَّد أنَّه استخدم هذا الملجأ عندما طارده شاولُ مع ثلاثةِ آلاف جندي في أربع زوايا إسرائيل، ولم يجدوه أبداً. يشغلنا في هذهِ الأيام العنف الذي لا يمكن السَّيطرة عليه دون أيِّ منظور للانتهاء، لذلك نحن بحاجة لستر أنفسنا في الأعالي، وإلا سيجدنا العدوُّ.
ذهب إيليا إلى نهر كريث بعدما وبَّخ ملك السَّامرة (١ ملوك ١:١٧-٤). كانت تلك بداية خدمته، لأنَّه كان أحد سكَّان جلعاد حتى ذلك الحين. فإنَّ التحدّي الذي منحه الله إيَّاه كان كبيراً جداً: تحذيرُ حاكمٍ. لقد أخبر النبيُّ آخاب بأنَّه لن يكون هناك مطر أو ندى في إسرائيل، حتى سماحه بذلك. فتمَّ البحث عنه في كلِّ إسرائيل، ولم يجده أحد.
إنَّ الذين يلتجئون إلى الربِّ، لن يلقاهم أحدٌ ولن يدركهم سهم العدوِّ الملتهب. لذلك، علينا أن نؤمن بيسوعَ ليس كشيء بلا معنى، لكن كأمرٍ حقيقيٍّ. لذلك، ثِق بما قاله الآبُ لك، ثمَّ حتى إن فعل العدوُّ كلَّ جهده محاولاً القضاء عليك، فلن ينجح أبداً. يستحيل أن يحتمي خادم للربِّ به ويتعرَّض لأيِّ سوء.
لماذا علينا الخوف من العدوِّ ونجعله يجدنا، طالما أنَّ الحقيقة تخبرنا بأنَّ الله ملجأنا؟ إنَّ إلهنا كامل في كلِّ شيء، بما في ذلك حماية الذي يؤمنون بالكلمة. إذن، احتمِ بالقدير دائماً واجعله حصنك، وهكذا سترى أنَّك عشت حياتك دون أن يهاجمك أيُّ شر. فإنَّ الله يسرُّ بحفاظ الذين هم له.
تحدَّث يسوع في مجمع النَّاصرة عن الإيمان المتديّن الذي تمَّت ممارسته هناك، مقارناً إيَّاه بالإيمان في أيام إيليا وأليشع. في الحالة الأولى، عن المشفى من البرص. فجاء كلُّ الذين كانوا في الجمع بالمعلِّم إلى حافة الجبل ليطرحوه إلى أسفل. لكنَّه كان محاطاً من الله، فجاز المخلِّص في وسطهم ومضى (لوقا ٢٤:٤-٣٠).
إنَّ العليَّ أفضل ملجأ للذين يؤمنون، مع الوضع في الاعتبار أنَّهم سوف يكونون محفوظين من كلِّ ضيق ومن كلِّ قدرة العدو لمضايقة الإنسان. قاد روح الربِّ داود للكتابة لكلِّ البشرية بأنَّ الله ملجأنا وقوَّتنا، وعون لنا في الضيقات وُجد شديداً (مزمور ١:٤٦). إذن، لماذا تستهِن به وتجرِّب أموراً من صنع الناس، عوضاً عن الذهاب للشخص الذي يحميك؟
ابدأ بممارسة الكلمة في حياتك، وبالتالي سوف يسترك الآب بفرح ترنُّم النَّجاة. وبدلاً من البكاء بغضب وحزن واكتئاب، سوف تنشدُ أجمل الترانيم وستسرُّ الذي جعل من نفسه ملجأً حقيقياً وكاملاً. لا تدع العدوَّ يجدك!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز