رسالة اليوم

04/05/2024 - أسبابُ طلبِ النَّجاة

-

-

أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي يَا رَبُّ. إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ

(المزامير ١٤٣: ٩)

يكمن سرُّ التحرُّر من أعدائك في الاحتماء بالربِّ، الأمر الذي يحصل مع الذين يصغون إليه ويثقون بالإرشاد المُعلن في الكلمة. لقد عاش خدَّام الله بهذه الطريقة في أزمنة الكتاب المقدَّس، مثلُ إبراهيم الذي واجه الأربعةَ ملوك الذين سيطروا على سدوم والممتلكات المحيطة بها بـ ٣١٨ عبدٍ وُلدوا في بيته (انظر تكوين ١٤). في الحقيقة، لا يخشى كلُّ المتَّكلين عليه.

لا يقلق بشأن أيِّ تهديدات شريرة كلُّ الذين يحتمون بالعلي، لأنَّهم يعلمون أنَّهم بمجرَّد دخولهم إلى الأمان الذي لا يُقهر، لن يجدهم الشرير. لا توجد طريقة تمكِّن العدوَّ من القضاء على المحميّين من قبل الربِّ، لأنَّه لا يقدر أن يقترب من "النَّار الآكلة"، الذي هو أبونا. إلا أنَّ الذين لا يثقون حقاً بالقدير، فسوف يعانون من جرَّاء هجمات العدوِّ.

يستخدم الشّرير عدَّة حيل لإزعاجنا، لأنَّه يطمح لقيادتنا بعيداً عن سبلِ الله. وهو يعلم أنَّه إن بقينا في المسيح، لن نكون فقط ضمن مجموعة باركها الآبُ، ومع الأشخاص المدعوّين لامتلاك الملكوت المُعد قبل تأسيس العالم؛ لكنَّنا سنكون أيضاً عائقاً كبيراً وخطيراً لخططه التي تهدف إلى تدمير حياة الكثيرين.

لا يُصغي الكثيرون إلى الكلمة ويبقون مقيَّدين في العقائد الدينيَّة، ظانّين أنَّهم بهذه الطريقة يكونون في مأمن من العدوِّ، لكن ليس ذلك ما يعلنه الكتاب المقدَّس. فإنَّه يقول إنَّنا نجد الملجأ من هجمات العدوِّ فقط في الربِّ، وأنَّه من غير المجدي الاتِّكال على الإنسان أو على الوعد الذي يقطعه (إرميا ٥:١٧). فقط في الربِّ يمكننا أن نجد الحماية من كلِّ قوى الجحيم.

يمكنك القول ببساطة إنَّ المؤمن يشترك في عمل الله، ليس بسبب افتقاره للاهتمامات أو عدم قدرته على الحصول على الوعود الكتابيَّة. من المحزن رؤية أحدٍ يتمتَّع بالحياة كما لو كان الإنجيل مجرَّد ديانة! من الضروري تكريس أنفسنا مثلما يعلِّمنا الكتاب المقدَّس، مانحين الأهميَّة القصوى للإيمان بيسوع، وإلَّا سيكون من المستحيل تلقّي التعليمات من الله للنفاذ من فخاخِ العدوِّ. وبهذه الطريقة، سيهلك كلُّ الذين لم يتجهَّزوا في حال حدوث هجومٍ ما.

يرسل الجحيم كلَّ أنواع الشياطين بمهمة قيادة أبناء النور إلى ارتكاب خطايا غير أخلاقيَّة بإغوائهم، مثل الدعارة ومستوياتها المختلفة من النَّجاسة والخيانة. إنَّ تصرُّفاً واحداً بسيطاً من الإهمال، مثل عدم اليقظة والصلاة أو من خلال قبول بعض أنواع الخوف، كفيلٌ لجعل الناس يصبحون فاترين في الإيمان. من السَّهل عدم القيام بأعمال العدوِّ في حياتنا: فقط باتِّباعنا الكتاب المقدَّس.

إن كنت تريد أن تكون منتصراً على التَّجارب، فعليك ألَّا تخضع لأكاذيب الشرير، وفي نفس الوقتِ أن تبقى ثابتاً في إيمانك، وألَّا تسمح لشيء أن يزعزع ثقتك بالله. لذا، عند أول إشارة لاقتراب الشياطين، تمسَّك بما تعلَّمته في الكلمة، وقيِّد كلَّ شر وأْمره بالخروج باسم يسوع.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز