-
-
لأَنَّكَ بِالتَّدَابِيرِ تَعْمَلُ حَرْبَكَ، وَالْخَلاَصُ بِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ
(الأمثال ٢٤: ٦)
إن كنَّا نريد أن ننجو من هجمات العدوِّ، فيجب علينا أن نواجههُ باسم يسوع، وإلَّا سوف يتعرَّض لنا. يعاني فقط الذين يقفون مكتوفي الأيدي، لكنَّ الذين يقبلون ما يقوله المسيحُ يحاربون بأسلحةِ البرِّ؛ أيْ الإعلانات الكتابيَّة، ولهذا السَّبب يغلبون من أتى ليقتل ويسرق ويهلك (يوحنا ١٠:١٠). إذن، قرِّر أن تفعل بحسب ما تعلنه الكلمةُ لك وتخلَّص من كلِّ شرٍّ.
لقد كانت في الماضي طبيعةُ البشر غير المتجدّدة تقودهم إلى غزو أيِّ أمة يمكنهم الاستفادة منها، وهذا هو السَّبب الذي دفعَ شعب الله إلى الحروبِ، لكي يدافعوا عن أنفسهم ويرفضوا العدوَّ. على الرَّغم من تصرُّف الناس غير المخلَّصين بنفس الطريقة اليوم، نعلم أنَّنا لا نصارع ضدَّ الدم والَّلحم، بل مع الشياطين التي يتمُّ استخدامها في فئاتها الهرميَّة المختلفة (أفسس ١٢:٢).
لن تتوقَّف الأرواح النجسة عن مضايقتنا لأنَّ طبيعتها شريرة، وبالتالي تطيع أوامر رئيسها الشيطان. لكن عندما تحاول العمل فينا، يجب أن نقيّدها ونخرجها خارجاً. ليس هناك طريقة لتسود في حياة الذين نالوا مسحة العلي ويتَّكلون على المسيح. لذلك، لا تيأس عندما تتعرَّض للهجوم، بل انتهر المهاجم ليهرب.
إن إحدى غايات المؤمن المسيحي هي تعلُّم تعاليم الإنجيل عن القوَّة التي نالها لنجاحه. هناك درس آخر نتعلَّمه: يجب أن لا نصغي إلى أكاذيب العدوِّ. لذلك عندما تشعر بالتَّجربة يجب عليك أن تستخدم السلطان المُعطى بيسوع لإبطال أعمال الجحيم. يملك جميع المخلَّصون في المسيح المؤهّلات لفعل جميع هذه الأمور.
لقد ثار غضبُ الله على أفرايم، لأنَّه انسحب بالرَّغم من تشديده للقتال وتسليحه (مزمور ٩:٧٨ ، ملوك الثاني ١٥:١٧). أتمنَّى ألَّا يحصل معك ذلك! حتى لو فعل الشيطان كلَّ ما بوسعه لإبادتك، فلن تحقِّق غاياته الشريرة إذا بقيت راسخاً في الإيمان. ليست هناك تعويذة قادرة أن تقوى على المخلَّصين، لأنَّ الظلمة لا تملك فرصةَ القضاء عليهم، لأنَّهم نور في الربِّ.
تعلَّم من أمثلة الخدَّام الذين استخدمهم الربُّ، وانظر أيَّ مثال يجب أن تتبع في كلِّ معركة تواجهها. انظر إلى ما يقوله الكتاب المقدَّس: "تعمل حربك". لكن كيفَ؟ من خلال التصرُّف بحسب كلمة الله، وهكذا لن تُهزم. آمين؟
هناك أمر آخر هامٌّ جداً لإتمام الأمر: تذكَّر دائماً بأنَّ سكَّان كنعان الذين لم يطردهم يشوع، أصبحوا شوكاً لبني إسرائيل (يشوع ١٠:١٦). بمعنى آخر، إذا لم تطرد جميع الرَّغبات الآثمة في قلبك، فسوف تهاجمك وتعيقُ حياتك. فأنت تغلق البابَ أمام العدوِّ من خلال التخلِّي عنها.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز