رسالة اليوم

07/05/2024 - أجملِ أعمالِ المحبَّة

-

-

لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. (يوحنا ٣: ١٧)

لقد كان الصَّليب عملاً مدروساً من الشَّخص الكامل في كلِّ شيء، بما فيه المحبَّة، فلم يصدِّق الشيطانُ ما كان على وشك الحصول مع ابنِ الله عندما حمل خطايانا. ظنَّ العدوُّ بأنَّ المسيح سيرهبُ ويهرب من المعركة، لكنَّه واجه غضب الشيطان كرجلٍ حقيقيٍّ، تاركاً إيَّاهم يسمِّرونه على الصَّليب، وعندما رأى أنَّ خطايانا وُضعت عليه، صرخَ: "قد أُكمِل". هللويا!

لم يأتِ يسوع ليدينَ العالم، بل ليفديه. كم كان جميلاً يومُ ميلاده في بيتِ لحم، يهوذا، حيث كانت الملائكة تصعد وتنزل، منشدة ترنيمةً سماويَّة جميلة! فقد أُعطي لنا كي لا نخضع لأعمال العدوِّ فيما بعد، بل نعيش ورؤوسنا مرفوعة، مع فرح حقيقيٍّ في قلوبنا.

كانت الغاية الإلهيَّة بإرساله لتخليص البشريَّة من الهلاك الأبدي. والآن، لقد سبق وحدث كلُّ هذا، لذلك إن كنَّا نؤمن به فسوف نحيا ونتبرَّر ونُمسَح للقيام بعمل الله. ولن نهلك أبداً إذا صبرنا حتى المنتهى. لا نكترث بما سوف نمرُّ به، لأنَّنا مع المسيح منتصرون إلى الأبد.

كان العليُّ يعلم بما كان ينتظر ابنهُ: العناء على الصَّليب، والعمل الذي على وشك الانتهاء في غضونِ الأيام الثلاثة التي سيمضيها في عالم الموتى. وعلم أيضاً بأنَّنا سوف نُشترى له، لننال الفداء أجمعين. والآن، كلُّ ما علينا فعله هو أن نبقى أمناء وننتظر اليوم الذي ندخل فيه "المجد". يا له من يومٍ!

واجه المسيح إبليس وأجناده في كلِّ مراتبهم في مملكة الظلمة، واستردَّ السلطان الذي سرقه من الإنسان. لقد تصرَّف في العالم كمفوّض، ومع ذلك عندما أخذت تلك السلطة منه، تمَّت غلبته إلى الأبد. والآن، بإمكان كلُّ مؤمن مسيحي على شركة مع الآب أن يطرده خارجاً. لقد تحرَّرنا حقاً!

لم يتبقَّ شيء يفعله اللهُ تجاه الشرير، سوى إرساله إلى بحيرة النَّار والكبريت، المكان الذي سيُعذَّب فيه إلى الأبد. ما يحزن في هذا الأمر أنَّ الذين لن يقبلوا يسوع كربٍّ ومخلصٍ لهم، سيذهبون إلى نفس المكان. والآن، إنَّ الذين يدركون الحبَّ الذي يكنَّه الآب السَّماوي لهم ويأتون إليه، سوف ينالوا ملكوت السَّماوات.

كان للعلي هدفاً واحداً: أن ينال الإنسان الحياة الأبديَّة. فقد أتمَّ الابن كلَّ شيء على أكمل وجهٍ، كما قد خطَّط. وخلع قوى الجحيم منتصراً عليها، وجالساً الآن عن يمين الآب يشفع فينا. إنَّه رائع، أليس كذلك؟ للربِّ كل المجد والحمد.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز